معرفة

الخروج من الطوق السني: قراءة في خريطة الجمهورية الإسلامية

إيران من حلم الثورة إلى صراع المصير.. بين جغرافيا الفقهاء وتاريخ الدم

future غلاف كتاب «The Power of Geography: Ten Maps That Reveal the Future of Our World»

هذه هي الحلقة الثانية من عرض كتاب «قوة الجغرافيا.. 10 خرائط تفسّر الصراع في العالم» لمؤلفه الكاتب الشهير تيم مارشال.

كنّا قد عرضنا في المقال السابق للأرض والشعب، وشطرٍ من التاريخ القديم، وفي المقال الحالي نتناول محطاتٍ في التاريخ الحديث والجغرافيا المعاصرة.

الثورة الإسلامية

يذهب مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا إلى أن هناك روايتين لنشأة الثورة الإسلامية في إيران:

- رواية مصدرها النظام الحالي في إيران، وتقول إنّ جماهير متدينة متحمّسة خرجت إلى الشوارع متلهفةً لعصرٍ جديدٍ يحكم فيه آيات الله البلاد.

- رواية أخرى من خارج النظام، تقول إنّ من شاركوا في المظاهرات التي سبقت الإطاحة بالشاه كانوا أطيافًا مختلفة من جماعاتٍ علمانية، وشيوعيين، ونقاباتٍ عمالية، ومؤسساتٍ دينية تمركزت حول آية الله الخميني.

وقد انبهر المثقفون العلمانيون بشخصية الخميني الكاريزمية القاتمة، فوضعوا ازدراءهم للمؤسسة الدينية جانبًا، ووحّدوا صفوفهم للإطاحة بالشاه. لكن سرعان ما تمكّن النظام الثوري الجديد من التخلّص من آلاف العلمانيين.

بدأت قصة الخميني منذ عام 1964، حين شنّ هجومًا لاذعًا على الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان في نظره «يحطّ من قدر الشعب الإيراني إلى مستوى أدنى من مستوى كلبٍ أمريكي».

فرّ الخميني إلى العراق، فعاش فيها فترةً قبل أن ينتقل إلى فرنسا. وبحلول عام 1978، اندلعت مظاهراتٌ حاشدة في جميع أنحاء البلاد، وردّ الشاه بعنفٍ مفرط.

في نهاية العام، وبعد مقتل مئات المتظاهرين، أُعلنت الأحكام العرفية. واستمرّ المتظاهرون في التوافد، وفي يناير 1979، فرّ محمد رضا بهلوي من البلاد. كان آخر الشاهات، وآخر زعيمٍ إيراني تأثّر بالأمريكيين، الذين سرعان ما حوّلوا دعمهم إلى العراق.

كان الخميني مشغولًا خلال فترة نفيه ببثٍّ منتظمٍ لأحاديثه على الخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وأصبح صوته مألوفًا للكثيرين، وقد هُرّبت آلافٌ من شرائط الكاسيت تحمل مثل هذه الأحاديث وغيرها إلى إيران، ليسمعها الناس في الداخل الإيراني.

بعد أسبوعين من فرار الشاه، وصل آية الله إلى طهران وسط ترحيبٍ حارّ، حيث اصطفّ أكثر من مليون شخص في الشوارع لاستقباله. ما لم يكن يعلمه معظمهم هو أنّ كل ما فعلوه أن أطاحوا بالتاج وخضعوا للعمامة... ولا فرق بينهما.

يذهب المؤلف إلى القول بأنّ أولئك الذين لم يفهموا الإسلام الثوري افترضوا أنّ آية الله المُسنّ سيكون شخصيةً رمزية غير متدخّلة، تساعد في توجيه البلاد نحو مستقبلٍ أقل قمعًا... لكن سرعان ما خاب رجاؤهم.

أثر سيد قطب

يُحلّل مؤلف الكتاب تراثَ سيد قطب وأثره على إيران، فيرى أن الرجل الذي أُعدم في القاهرة عام 1966 ترك أثرًا واضحًا على الثوار الشيعة المتديّنين في إيران.

قبل فترةٍ من اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، كان كتاب قطب «معالم في الطريق» قد تُرجم إلى الفارسية، وغذّى فكرة أن الإسلام هو الحل؛ أي أن الإجابة على المشاكل في العالم الإسلامي محلها الإسلام، الذي بوسعه مواجهة الأنظمة الملكية والقومية والاشتراكية والديكتاتورية العلمانية في العالم العربي.

يرى المؤلف أن الخميني كان يردّد باللغة الفارسية أفكارَ قطب التي كتبها بالعربية، تلك الأفكار التي كان قطب وجماعته يروّجون لها في مصر قبل عقدٍ من ثورة الخميني.

ويُحاجِج مؤلف كتابنا هذا بأن الموضوع الرئيس في أفكار قطب لم يكن فقط الصراع الداخلي، بل تجاوز جغرافية الحدود من خلال الجهاد ضد الصليبيين والصهاينة. وقد وجد كل ذلك ضالته في عقيدة الفداء والشهادة في الثقافة الشيعية الإيرانية، وما أحاط بها من موجات التعصّب التي أصابت الجماهير الدينية أثناء الثورة وبعدها.

الحرس الثوري وولاية الفقيه

بصعود الثورة الإيرانية، جرى تهميش الجماعات الدينية الصغيرة والشيوعيين وسط موجاتٍ من الاستبعاد العنيف للمعارضين. ولضمان عدم اندلاع ثورةٍ مضادة، أنشأ الخميني الحرس الثوري الإسلامي، فأصبح أضخم قوة عسكرية في البلاد، بينما ازداد ثراء كبار كوادره منذ توسّعه في قطاع البناء وغيره من القطاعات المالية التي تدرُّ ثراءً كبيرًا. بمرور السنين، بدأت عبارةٌ جديدة تنتشر بين المعارضين: فبدلًا من أن انتقال السلطة جاء من «التاج إلى العمامة»، كانت السلطة أمامهم تتدحرج من «العمامة إلى الأحذية»؛ أي إلى الجيش، وتحديدًا الحرس الثوري.

انتشرت في ذات الوقت الشرطة الدينية، لفرض النظام الإسلامي في الشوارع والفضاءات الاجتماعية العامة، مع إلزام النساء بارتداء الحجاب بتصميمه الإيراني الشهير.

هرب من البلاد عشرات الآلاف من أبناء الطبقة المتوسطة الليبرالية في هجرةٍ جماعيةٍ للعقول، وخسرت إيران بسبب ذلك أفضلَ عقولها المتفتّحة المبدعة، علاوةً على 60 ألف يهودي إيراني هربوا من إيران تحت مخاوف معاداة السامية.

على الجانب الآخر، ظهر في إيران الإسلامية مبدأ ولاية الفقيه، وزعمت السلطة أن جذوره مستمدّة من المعتقد الشيعي، القائل بأن أكثر رجال الدين علمًا هم من يتولَّون السلطة السياسية في المجتمع والدولة.

يُشبّه مؤلف الكتاب اختيارَ المرشد الأعلى باختيار بابا الفاتيكان، والفارق -في وجهة نظره- أن البابا لا يملك صلاحية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يملك سلطة إعلان الحرب، وهي مهمةٌ كان على آية الله القيام بها بعد عامٍ واحدٍ من تولّيه السلطة في مواجهة جاره التاريخي العراق.

تحطيم العراق: ثنائية الأزمة والفرصة

يذهب تيم مارشال في كتابه الحالي إلى أنّ نظام صدام حسين الدكتاتوري العلماني وجد في صعود جمهوريةٍ إسلاميةٍ شيعيةٍ في جواره تهديدًا وفرصةً في آنٍ واحد.

فمن ناحية، أثارت دعوةُ الخميني للثورات الإسلامية في الدول العربية قلقَ صدام حسين، فشنّ حملةً قمعيةً على الأغلبية الشيعية المحاصرة أصلًا في العراق، ثم حاول غزو إيران وفشل.

ومن ناحيةٍ ثانية، كان صدام يأمل في استغلال فوضى الثورة الإسلامية في إيران للاستيلاء على الضفة الشرقية لشط العرب ومحافظة خوزستان العربية المنتجة للنفط. لكنه لم يكن يتوقّع حمّام دمٍ يستمر ثماني سنوات، وينتهي بكلّ طرفٍ من حيث بدأ.

ما ظنّه صدام حسين نُزهةً صار مذبحة؛ فقد توقّع انتصارًا سريعًا، لكن سوء تقديرٍ كارثي ساهم في مقتل أكثر من مليون عراقي.

كان الجيش العراقي قد تقدّم على جبهةٍ بطول 400 ميل، وحقّق مكاسب مبكرة، بما في ذلك مدينة خرمشهر، حيث استخدم أسلحةً محرّمة في الحروب التقليدية. لكنه، مع ذلك، فشل في الاستيلاء على ميناء عبادان النفطي، وتوقّف الهجوم في غضون أسابيع. لم يتمكّن العراقيون في أيّ مكان من التوغّل أبعد من حوالي 60 ميلًا قبل أن يصطدموا بجبال زاغروس وتنخفض معنوياتهم.

في غضون بضعة أشهر، دفع هجومٌ مضادّ القواتِ العراقيةَ إلى التراجع عبر الحدود. تعرّضت كلتا العاصمتين لغارات جوية، بينما تقدّم الإيرانيون إلى العراق في محاولةٍ للاستيلاء على معاقل الشيعة مثل كربلاء.

في عام 1988، تمكّنت الهجماتُ المضادة العراقية من إيقاف المكاسب الإيرانية، وأدرك الخميني أنّ بلاده منهكة، فقبل شروطَ وقف إطلاق النار التي توسّطت فيها الأمم المتحدة. وانسحب الجانبان إلى مواقعهما قبل الحرب.

كسر الطوق السنّي

بكلمات المؤلف، ترى القيادةُ الإيرانية أنّ بلادها دولةٌ معزولة، مُحاصَرة بالأعداء، في طوق سنّي يُحيط بإيران؛ حيث تعمل دولٌ مثل المملكة العربية السعودية، بتشجيعٍ من الأمريكيين، بنشاطٍ على معارضة الجمهورية الإسلامية من الداخل والخارج.

لذلك لم يُصدّق آياتُ الله وقادةُ الحرس الثوري حظّهم عندما حقّق الأمريكيون – دون علمهم – الحلمَ الفارسيَّ التاريخي، وأسقطوا الجناح الشرقي للطوق السنّي العربي بغزو العراق عام 2003، إثر تداعيات غزو العراق للكويت ثم طرده منها بتحالفٍ دولي.

مع الهدية التي قدّمتها الولايات المتحدة بمحو النظام الذي يهيمن عليه السنة في العراق، أصبحت بلاد الرافدين مسطّحة الطبوغرافيا، بوابةً مفتوحةً أمام إيران لردع القوى المعادية المحتملة، والعمل كمساحةٍ يمكن من خلالها تعظيم قوتها وتصدير ثورتها.

صعد الشيعة إلى الحكم في العراق، وساعدتهم إيران في كلّ خطوةٍ على الطريق؛ حيث طردت القوات الأجنبية من خلال دعم مجموعة متنوعة من الميليشيات الشيعية في الحرب الأهلية التي أعقبت الغزو. العراق ليس تابعًا لإيران، لكن قيادته الآن غالبًا ما تنظر بتعاطفٍ إلى جارها الشرقي.

ترك المدِّ والجزر التاريخي بين السنّة والشيعة عديدًا من الأقليات الشيعية كبيرة العدد في عددٍ من الدول السنيّة، لا سيما في المملكة العربية السعودية ولبنان واليمن، علاوةً على سوريا والكويت والإمارات العربية.

غالبًا ما يعيش الشيعة في الدول السنية في وضعٍ أقلّ ثراءً من بقية السكان ذوي الأغلبية السنية، ويشعر كثيرون منهم بالتمييز. سعت إيران إلى استخدام هذا الموقف الجيوسياسي لكسب النفوذ في جميع أنحاء المنطقة، كما في الحرب الأهلية اليمنية، على سبيل المثال، حين عزّزت إيران فصيل الحوثيين الشيعي ضدّ القوات السنية المدعومة من السعودية.

ممر إيراني إلى البحر المتوسط

منذ سقوط بغداد وانهيار العدو العراقي في 2003، أمضت طهران عشرين عامًا في خلق ممرٍّ إلى البحر المتوسط، وذلك عبر ثلاثة فضاءاتٍ جغرافية:

  1. نظام سياسي في العراق مؤيّد للشيعة ومساند لهم، بما يسمح لإيران بالتمدّد في اتجاه جبهة المتوسط.

  2. دعم نظام الأسد في سوريا.

  3. حزب الله في لبنان، والسيطرة على قسمٍ مهم من العاصمة بيروت وسهل البقاع ومعظم جنوب لبنان، وصولًا إلى الحدود الإسرائيلية.

يرى مؤلف الكتاب أن خطة إيران هنا هي بسط نفوذها في بلاد الرافدين والشام، تمامًا كما فعلت أسلافها من الدول الفارسية في القرون السابقة.

وكان المؤلف يتنبأ بأحداثٍ استراتيجية في المنطقة، حين رصد العلاقة بين إيران وداعش والولايات المتحدة. يقول المؤلف إنّ الوضع كان قائمًا على أساس أن التقارب الأمريكي–الإيراني للتفاهم بشأن البرنامج النووي في 2015، كان يستلزم تسويةً مع طهران بشأن صعود داعش في العراق وسوريا.

كان على إيران أن تدرك أنه كلما ازدادت قوة داعش في المنطقة، زادت عرقلة النفوذ الإيراني. فإذا تمكّنت داعش من هزيمة الحكومة الشيعية العراقية أو نظام الأسد في سوريا، فسيتمّ قطع ممر إيران إلى البحر المتوسط.

على المتوسط، تريد إسرائيل الهيمنة.

قبل ثورة 1979، كانت لإيران علاقاتٌ ودّية مع إسرائيل، لكن منذ الثورة الإسلامية، انخرطت طهران في حملة عداءٍ استمرت أكثر من أربعين عامًا، فعادةً ما يصف المرشد الأعلى في إيران إسرائيل بأنها «غدّة سرطانية خبيثة يجب اقتلاعها من جذورها».

وتأمل إيران أن تُلهم هذه الأيديولوجيةَ أصحابَ العقائد المماثلة في العالم العربي السني، وتشجّعهم للوصول إلى السلطة.

في أذهان القيادة الإيرانية، عادةً ما ترتبط الولايات المتحدة بإسرائيل، بل وتُصوَّر على أنها دميةٌ في يدها. يقرّر مؤلف الكتاب أنّ المتشدّدين الإيرانيين يرون أن الدور الأمريكي في منطقتهم هو إبقاء «حذائها الشيطاني في قلب العالم الإسلامي» لسرقة ثرواته وحماية الصهاينة الأشرار، الذين يقفون وراء كل مؤامرةٍ خبيثة ضدّهم. وأحيانًا ما يتناقضون في وصف أيٍّ منهما الأكثر أهمية، فتجدهم يقلبون الوزن النسبي بشكلٍ معكوس؛ فيصفون أمريكا باسم «الشيطان الأكبر» وإسرائيل باسم «الشيطان الأصغر».

تغيير النظام في إيران أم قنبلة نووية سعودية؟

وقبل أن تقع الأحداث الأخيرة في الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، ناقش مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا فرضية «تغيير النظام في إيران» بتشجيع الشباب الإيراني في الداخل.

بدأت القصة مع عام 1997، حين وقعت مفاجأةٌ مدهشة بفوز محمد خاتمي – عالم الدين الإصلاحي – برئاسة البلاد بأغلبية ساحقة. وخلال ولايتين في الرئاسة، عانى من مشاكسات رجال الدين الذين عرقلوا أكثر من ثلث مشاريع القوانين التي اقترحها، وكانت معظمها لصالح الليبرالية التي جاء خاتمي منتخَبًا من أجلها.

في عام 2005، صعد إلى سدة الرئاسة محمود أحمدي نجاد، عضو الحرس الثوري السابق، واستمر في ولايةٍ ثانية متفوّقًا على صعود إصلاحي آخر – مير حسين موسوي – في حملة انتخابات عام 2009، التي كان يُفترض أن يفوز موسوي بها. واندلعت جراء حالة الانقسام في الانتخابات هذه أعمالُ عنفٍ في شوارع عدة مدن إيرانية، قُتل خلالها العشرات.

وأخيرًا، في عام 2013، فاز رجلُ الدين الإصلاحي – حسن روحاني – برئاسة البلاد، ثم فاز بفترةٍ رئاسية ثانية في عام 2017.

في انتخابات 2021، عَزف كثيرٌ من الإيرانيين الإصلاحيين عن المشاركة، باعتبار أن مشاركتهم لن تُجدي. وجاءت النتيجة بفوزٍ ساحقٍ للمتشدّدين المحافظين، وانتُخب رئيسًا للبلاد رجلُ الدين رئيس السلطة القضائية السابق: «إبراهيم رئيسي»، الذي لقي مصرعه في تحطّمٍ غامض لمروحية عام 2024، وجاء خلفه مسعود بزشكيان.

يستشهد المؤلف بمظاهراتٍ مناوئة للنظام في إيران، ردّدت هتافاتٍ مثل: «الموت لخامنئي»، وفي استنكارٍ للسياسة الخارجية الإيرانية، هتفت الحشود: «لا غزّة، لا لبنان، روحي فداءً لإيران»، و«اخرجوا من سوريا». كان الناس يُظهرون سخطهم من التضحية بشبابهم في الحروب الأهلية العربية، بل وهتافات على شاكلة: «يا شاه إيران، عُد إلى إيران».

ويُعوِّل مشروع تغيير النظام من الداخل على ورقة الأقليات العرقية. ففي الشمال الغربي، انتفض الأكراد في الماضي، لكن من غير المرجّح أن يتحركوا ما دامت قبضة النظام مشددة.

وفي الجنوب الغربي، تشعر الأقلية العربية في خوزستان بالغضب؛ لأنّ ثروات النفط الإيرانية لم تُحسّن حياتهم. وهم من بين أفقر الأقليات، وقد أدّى استياؤهم من هذا إلى وقوع هجماتٍ بين الحين والآخر ضدّ أهدافٍ حكومية.

وفي الجنوب الشرقي، تشهد مقاطعة بلوشستان الضخمة اضطراباتٍ. معظم سكانها – البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة – من السنّة والفقراء، وكثيرٌ منهم يتماهون مع البلوش في باكستان المجاورة أكثر من إيران. وهذا الإقليم طريقٌ مزدحمٌ لتهريب المخدرات والبشر من أفغانستان وباكستان إلى أوروبا. كانت هناك هجمات ضد الحرس الثوري ومسؤولين حكوميين، لكن لا خوزستان ولا بلوشستان تمثّل مشكلة وجودية للنظام، طالما أنها تضمن عدم قيام القوى الأجنبية بتشجيع انتفاضة لإسقاط نظام الثورة الإيرانية.

وقد جرّب كلّ رئيسٍ أمريكي منذ ثورة 1979 نهج العصا والجزرة، للتوصل إلى «صفقة كبرى» مع الجمهورية الإسلامية. وتتطلب هذه الصفقة من كلّ طرفٍ تقديمَ ما يعتبره تنازلات جسيمة.

في الختام

يقرّر مؤلف الكتاب أنّ الحكومات العربية لن تتقبّل طهران ما لم تتوقف عن التدخّل في السعودية واليمن وسوريا والعراق والبحرين، وإذا بدت إيران على وشك امتلاك أسلحة نووية، فستوحّد الدولُ العربية صفوفَها تحت مظلةٍ أمريكية، والأرجح أن تمنح الولايات المتحدة الضوء الأخضر للسعودية لامتلاك قنبلة نووية.

# سياسة # حرب إيران # إيران # كتب

قوة الجغرافيا في إيران: ذاكرة الحجر وحدود النار
عن الشيعة الذين لن يحدثك عنهم أحد
«ممتلئ بالفراغ»: كيف يسرقنا الإدمان السلوكي ونحن نظن أننا نعيش؟

معرفة