10 قصص عن كرة القدم: سريعًا وقبل أن تبرد القهوة

وحدهم الرجال يعرفون جيدًا السحر المنبعث من المقاهي الشعبية البسيطة، إنه سحر يتعلق بالهدوء والسكينة بعيدًا عن ضجيج الحياة الذي لا يتوقف، والحصول على متعة مباشرة دون تعقيدات، تلك المتعة الناتجة عن كوب مثالي من القهوة ونسيم عليل وحديث حميمي مع صديق مفضل.

أما في حالتنا نحن مهاويس كرة القدم، فتتضاعف المتعة إذا كان هذا الحديث عن كرة القدم، وليس كل أحاديث كرة القدم تليق بالمقهى، فالأحاديث التكتيكية والقصص الطويلة المركبة لا تجد طريقها عادة للمقهى الشعبي.

الأمر نسبي بالطبع، وكل أحاديث كرة القدم ممتعة طبقًا لزاوية تناولها، لكننا هنا بصدد الحديث عن قصص ونوادر لكرة القدم المسلية يمكنك ببساطة أن تقصها على أصدقائك سريعًا، وقبل أن يبرد كوب قهوتك.

لويس فيجو ضد الجاذبية

في أغسطس 2022، وقبل أن يتم البرتغالي لويس فيجو عامه الخمسين في أغرب مباراة كرة قدم في تاريخه، حيث أقيمت تلك المباراة على متن طائرة خاصة تطير على ارتفاع 6166 مترًا فوق سطح الأرض.

أقيمت المباراة على ملعب مساحته 75 مترًا مربعًا شُيد خصوصًا داخل الطائرة، ويرتفع في مسار يحاكي تأثير انعدام الجاذبية بشكل كامل، وهذا معناه ببساطة أن اللاعبين كانوا يطيرون في الملعب، لكن ذلك لم يمنع فيجو من التسجيل!

هدف النهائي أهم من سقوط السراويل

جمعت مباراة قبل النهائي لكأس العالم 1938 بين البرازيل وإيطاليا، وقبل دقائق من نهاية المباراة احتُسبت ركلة جزاء للمنتخب الإيطالي، اتجهت كل العيون في الملعب نحو الأسطورة جوزيبي مياتزا، ومَن غيره يسدد تلك الركلة الحاسمة؟!

وضع مياتزا الكرة فوق نقطة الجزاء، ورجع عدة خطوات للخلف، ثم انطلق راكضًا نحو الكرة، وقبل خطوة واحدة من الحسم سقطت سراويل مياتزا! وقع الجميع في فخ المفاجأة، إلا مياتزا نفسه الذي أمسك سراويله القصيرة بيد واحدة وركل الكرة بقوة ليصعد بإيطاليا إلى النهائي.

نيستا وإصابة غير متوقعة

لم يكن أليساندرو نيستا قليل الإصابات، ومقارنةً بقدرات المدافع الإيطالي وطريقة لعبه كان الأمر مقبولًا، لكن أغرب إصابات الرجل المعروف عنه كثرة الالتحامات لم تحدث أثناء لعب كرة القدم.

خضع أليساندرو لعملية جراحية في معصمه بعد إصابته في وتر من أوتار يده، وتسببت تلك العملية في ابتعاده عن الملاعب لمدة شهر كامل، والسبب كان بسيطًا؛ لم يستطِع نيستا مقاومة متعة لعب البلاي ستيشن ليلة كاملة دون انقطاع مما أصاب وترًا في يده.

باليرمو: مجنون بشكل كامل

قد تعتقد أن أغرب مشاهد المهاجم الأرجنتيني مارتن باليرمو هي إضاعته ثلاث ركلات ترجيحية في مباراة واحدة، لكن ما حدث أمام كولومبيا في الكوبا 99 تحت أعين المجنون الآخر بيلسا لم يكن أغرب ما حدث لباليرمو.

نحن نقصد هنا السبب الرئيسي لغياب باليرمو عن مونديال 2002، فما حدث آنذاك أن باليرمو أحرز هدفًا رفقة فريقه فياريال، فجن جنونه تمامًا وانطلق نحو الجماهير للاحتفال معهم، ظل باليرمو يقفز رفقة الجماهير على حافة جدار المدرجات حتى سقط جدار المدرج فوق رجله التي كُسرت على الفور!

ما لا تعرفه عن ليونيل ميسي

كل ما يفعله ليونيل ميسي على أرض الملعب هو جزء من التاريخ، هذا لأن ميسي نفسه جزء مهم من تاريخ كرة القدم؛ لذا لا غرابة أن يدون ويحفظ الكثيرون تاريخ المباراة الأولى لميسي مع برشلونة أمام بورتو، والهدف الأول الذي أحرزه بعد أن حل بديلًا لرونالدينهو، لكن ماذا عن الظهور الأول لميسي رفقة الأرجنتين، لماذا لا يتحدث أحد عن ذلك أبدًا؟

بدأ ميسي مباراته الأولى مع فريقه الوطني من فوق مقاعد البدلاء، ولأنها كانت مباراة ودية ضد المجر قرر المدير الفني إشراك الفتى الصغير ذي الثمانية عشر عامًا في الدقيقة 65.

ها هي اللحظة الأسطورية التي لن يغفلها التاريخ، نزل ميسي بالفعل إلى أرض الملعب، لكن لم يستغرق الأمر أكثر من 47 ثانية، هذا لأن ميسي بعدما راوغ أحد المدافعين حاول الابتعاد عنه، إلا أن هذا المدافع ظل ممسكًا بقميص ميسي، فلم يجد ميسي بدًّا من محاولة دفعه. رأى الحكم ميسي يضرب المدافع بمرفقه فأعطاه بطاقة حمراء، ليخرج ميسي من أرض الملعب بعد أقل من دقيقة، يا لها من بداية أسطورية.

تواريخ عجيبة

لا بد أن 21 يونيو هو التاريخ الأفضل للهداف الأرجنتيني جابرييل باتيستوتا، ففي هذا التاريخ من العام 1994 أحرز جابرييل ثلاثة أهداف ضد اليونان في كأس العالم 1994، العجيب أنه في اليوم نفسه بعد أربع سنوات أحرز ثلاثة أهداف أخرى ضد جامايكا في كأس العالم 1998!

على كرة القدم نفسها أن تحتفل في الخامس من فبراير من كل عام، فهو التاريخ الأكثر جمعًا لأعياد ميلاد عظماء اللعبة، نعم يتشارك كريستيانو رونالدو، مع البرازيلي نيمار، والأرجنتيني كارلوس تيفيز، وأسطورة رومانيا جورج هاجي، والمدرب القدير جوران إريسكون في تاريخ الميلاد نفسه، 5 فبراير!

هل تتذكر الأقرع القصير سيباستيان جيوفينكو الذي لعب أفضل فترات مسيرته رفقة نادي اليوفنتوس الإيطالي، لعب جيوفينكو دومًا بالقميص رقم 12، وفي التاريخ 2012/12/12 سجل هدفًا في الدقيقة 12 من الشوط الثاني.

كرة قدم تعبر المحيط

فقد طفل ياباني كرة القدم الخاصة به خلال كارثة تسونامي التي ضربت اليابان في عام 2011، المثير أنه عُثر على الكرة نفسها في ألاسكا بعد عامين، أي إن هذه الكرة عبرت أكثر من 3000 ميل في المحيط الهادئ دون أن تتعرض لأذى، أما الأكثر إثارة فهو دعوة الطفل لاستلام الكرة الخاصة به بعد أن تُوصِّل له من الإمضاء الذي كان عليها.

سر جويكوتشيا العجيب

كان حارس المرمى الأرجنتيني سيرجيو جويكوتشيا معروفًا عنه إجادته التامة في التصدي لركلات الجزاء. وكان لجويكوتشيا سر غريب في ذلك، حيث اعتقد دومًا أنه من حسن الحظ التبول في منتصف الملعب قبل سلسلة ركلات الجزاء.

حافظ الأرجنتيني على هذه الطقوس في كل مرة، وكان يفعلها محاطًا بزملائه حتى لا يكتشف أمره أحد، والعجيب أن هذه الطقوس نجحت تمامًا، حتى إنه فعلها خلال نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990 وخلال المباراتين الحاسمتين في كوبا أمريكا 1993.

كيف تُلعَب كرة القدم حول العالم؟

في نيبال، يجتمع الآلاف من مشجعي كرة القدم كل عام لمشاهدة المباريات التي تلعبها الأفيال في حديقة شيتوان الوطنية.

أما في اسكتلندا، فهناك بطولة أخرى أكثر غرابة تُقام سنويًّا، حيث تتكون الفرق من ستة لاعبين لمحاولة لعب كرة قدم جميلة شريطة أن يكون الملعب عبارة عن مستنقع طيني.

يبدو الأمر ناريًّا في إندونيسيا، حيث يلعب الأطفال نوعًا خاصًّا من كرة القدم، وذلك بعد أن يقوموا بملء كرة جوز الهند بالوقود وإشعال النار فيها، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فكرة القدم النارية تلك تُلعب بأقدام حافية!

حارس تشيلي: المحتال الأعظم

عرفت كرة القدم عددًا لا بأس به من المحتالين، إلا أن المحتال الأعظم لا بد أن يكون حارس مرمى تشيلي، روبرتو أنطونيو روخا.

ما حدث أن تشيلي كانت بحاجة إلى نتيجة جيدة للتأهل إلى كأس العالم في مباراة ضد البرازيل في قلب البرازيل، وهنا قرر روخا بعد بداية المباراة وخلال ركنية للفريق البرازيلي أن يتظاهر بأنه أُلقي شيء عليه من المدرجات. وعندما جاء الحكم للاطمئنان عليه كان وجه روخا ينزف. هدد لاعبو تشيلي بترك الملعب، وكانت الفكرة هي إلغاء المباراة ومنحهم الفوز. وعلى الرغم من عدم وجود تقنية الفار آنذاك، أظهرت الكاميرات أن روخا كان قد أخفى نصلًا صغيرًا في قفازاته، وفي لحظة محددة جرح وجهه! تأهلت البرازيل ومُنع روخا من ممارسة كرة القدم مدى الحياة.