مجتمع

مسلسل «زينهم»: هل يمكن أن يتحدث إلينا الموتى؟

هل يمكن للموتى أن يظهروا لنا ويتحدثوا إلينا وجهًا لوجه؟ السبب العلمي حول إمكانية حدوث ذلك وتفاصيله تفوق الحدث نفسه غرابة.

future «بوستر مسلسل «زينهم

يحكي مسلسل «زينهم» عن طبيب شرعي -الذي يحمل المسلسل اسمه- حيث تتكالب عليه القضايا التي تحمل في طياتها ألغازًا يتمكن في النهاية من حلها، لكن تظل قضية واحدة تشغل تفكيره طوال الحلقات، وهي مقتل والده أثناء طفولته.

يظهر والد زينهم المتوفى أمام ابنه ويتحدث إليه، تارة يطلب منه أن ينسى قصته بالكامل ويكمل حياته مُتقبلًا غيابه، وتارة أخرى حين يشرع زينهم في تقصي الحقائق حول القضية، فيساعده في بعض الاستنتاجات.

لم يكن زينهم الوحيد الذي يتحدث مع الجثث، فصديقه في العمل چيمي كذلك كان يُحدِث الموتى ويتحدثون إليه ولا يراهم أو يسمعهم أحد غيره. ووُثِّق حدوث مثل تلك الأمور على نطاق واسع، وطُرِحت حولها التفسيرات العلمية، وربما السبب العلمي خلف تلك الحوادث يفوقها غرابة.

زينهم: هلوسة الفجيعة PCBD

تُدرِج الطبيبة النفسية الأمريكية إليزابيث كوبلر روس، خمسة عناوين تحت عنوان مراحل الحزن، أهمها الإنكار، إذ إنه حين يختبر المرء حُزنًا، لا سيما الفقدان، يرفض عقله في البداية تقبل الأمر، وإذا كان لدى المرء القدر الكافي من الصحة العقلية، يتبع الإنكار بقية مراحل الحزن، من غضب ومساومة واكتئاب وفي النهاية تقبل.

ولدى بعض البشر صدمات نفسية سابقة تنهل من قواهم النفسية وتجعلها غير قادرة على مجابهة صدمة جديدة مثل الفقد؛ مما يجعل النفس البشرية عالقة في مرحلة من المراحل الخمس، الإنكار، غير قادرة على تخطي الحزن. فيبدأ الدماغ في خلق الأدلة التي تدعم حجته، كل شيء يسير بخير، ويشرع في سماع ورؤية أحداث غير حقيقية من أجل إكمال الدور الذي يلعبه الدماغ.

وحين يفقد المرء شخصًا عزيزًا عليه، لا سيما إذا كان زوجًا أو أحد الوالدين أو ابنًا، يخلق الأمر فجوة تهدد حياته يود وقتها لو كان الواقع عكس ذلك، فيبدأ باختبار الهلوسات تجاه الفقيد. وعلى الرغم من غرابة الأمر بعض الشيء، فإن ذلك ما يعين المرء بالفعل على تقبل الصدمة.

أظهرت أحدث البيانات منذ عام 2015، أن 60% ممن فقدوا أزواجهم اختبروا هلوسة بهم ولو لمرة واحدة على الأقل بعد وفاتهم، وتزداد احتمالية حدوث هذه الهلاوس بزيادة طول فترة الزواج أو عمق الاحتياجات العاطفية والمشاعر، وقد تستمر سنوات، بل عشرات السنين، كما حدث مع زينهم.

وتتنوع الهلوسات ما بين سمعية يسمع فيها الشخص صوت المتوفى، أو بصرية يراه أمامه، أو ربما مزيجًا من كليهما قد تصل به إلى أن يخوض معه المحادثات. ويعد النوع الأسوأ من هلوسة الفجيعة هي الهلوسة متعددة الحواس، إذ يرى المرء المتوفى ويسمعه ويشمّ رائحته ويشعر بلمساته، وغالبًا ما تكون تلك النوعية مصحوبة بأعراض نفسية أخرى، مثل الاعتقاد بأفكار لاعقلانية، كأن الميت يحاول التواصل من العالم الآخر أو أنه سيعود مجددًا.

«في إحدى الليالي بعد العمل، عدت إلى المنزل الكبير الفارغ، قبل موته اعتاد «بول» على استقبالي من طاولة الشطرنج البعيدة عن الردهة، هذه المرة استقبلني بصوتٍ جليّ: مرحبًا، لقد عدتِ، أهلاً، لم يكن بمقدوري رؤيته، لكنه كرّر التحية، وفي تلك المرة رأيته، رأيت التعبير على وجهه وكيف قام بتحريك قطع الشطرنج، رأيته يحييني».

— ماريون س، محللة نفسية، عن سماع صوت زوجها بعد موته.

توجد الهلاوس أيضًا في المراحل المتقدمة من متلازمة ما بعد الصدمة PTSD، وإذا كنت لا تعلم ما هي هذه المتلازمة، فإنها استمرار للشعور بالحزن بعد حدث مؤسِف حلّ بالمرء، كحادث عنيف أو كارثة طبيعية أو حرب أو اغتصاب أو تعذيب أو هجر، أو أي تجربة قد تُثير رعبًا في النفس.

وتتميز متلازمة ما بعد الصدمة، باكتئاب شديد وقلق وأعراض نفسية أخرى، لكن أهم ما يميزها هو الاجترار الوسواسي - Obsessive Rumination، وهو استرجاع مفاجئ لذكريات الماضي وقت حدوث الصدمة بشكل عاطفي وحسي أيضًا، فيشعر المريض وكأنه يعيشها الآن مجددًا. ويكون ذلك الاسترجاع في النوم على هيئة كوابيس، أو في اليقظة في صورة ومضات من الذاكرة Flashbacks، وتُحَفَز تلك الومضات بواسطة أشياء مرتبطة بالصدمة الأصلية كالأصوات أو الروائح.

لكن في النوع الخبيث المستمر من اضطراب ما بعد الصدمة، يعاني المريض من هلوسة ما بعد الصدمة. إذا قصد جندي يعاني تلك المتلازمة، المتجر؛ ليبتاع حاجياته، وهناك اشتم رائحة ذكّرته بالمعركة التي سببت له المتلازمة، فإنه سوف يسترجع الأحداث ثم ينتبه إلى المكان المحيط وهو متأثر بهالة المشاعر السيئة التي أحاطته. لكن لو كان نفس الجندي يعاني من النسخة المزمنة الأشد من متلازمة ما بعد الصدمة، فإنه قد يختبر الهلاوس، فيبدأ في فقدان اتصاله بالواقع وبالزمان والمكان، ويعود بذهنه إلى أرض المعركة، فيبدأ في تخيل الأشخاص حوله في المتجر على أنهم الأعداء، وإذا كان معه سلاح ربما يبدأ في التسديد عليهم. ولحسن الحظ، فإن تلك الحالات نادرة الحدوث.

التغفيق: هناك شبح بجوار سريري!

إن أيًّا ممن يختبرون هلوسة الفجيعة، تختلط مشاعرهم ما بين رهبة وسرور، لكن الأمر لا يسير على هذا النحو في الأنواع الأخرى من الهلاوس التي قد يراها البعض -ممن يجهلون ماهيتها- على أنها أشباح.

يستيقظ صبي في العاشرة ذات ليلة ليجد امرأة تتشح بالأزرق تحوم حول فراشه، حولها ضوء ساطع وتقدم نفسها على أنها الملاك الحارس. يرتاع الطفل ويضيء النور على جانب الفراش، لكنها لا تختفي وتظل مُعلقة، فيهرب مسرعًا إلى غرفة والديه.

لفهم قصة هذا الصبي علينا أن نُفرق بين عدة أنواع من الرؤى:

1- الحلم: نعرفه جميعًا، ويحدث وقت النوم، وتكون الصور غير واضحة فيه.

2- الهلوسة الإغفائية - Hypnagogic Hallucinations: مجموعة من الصور غير المترابطة يراها الإنسان ما إن يغمض عينيه ليغط في النوم، ويعلم أنها غير حقيقية. وتشير الإحصاءات إلى أنها تحدث لغالبية البشر، إلا أنها قد تكون طفيفة بحيث لا ينتبه لها أحد.

3- هلوسة الإفاقة - Hypnopompic: هلوسة فعلية يرى الإنسان ما إن يفتح عينيه ليفيق صورًا مجسّمة وحقيقية، تشيع فيها رؤية الملائكة والشياطين، وهو الأمر الذي حدث مع الصبي السابق ذكره، وعلى إثر ذلك الرعب انسحب الصبي من علاقاته وأنشطته وأصابه الأرق جراء خوفه من الخلود إلى النوم -وهو أمر شائع لدى مرضى هذا النوع- ولم يعد لحياته الطبيعية إلا بعد عدة جلسات علاجية.

4- التغفيق/ النوم القهري:

هل سمعت من قبل عن شخص إذا ضحك يفقد وعيه؟ إنه فقط مرض الجُمدة.

يُعرف مرض الجمدة بأنه الفقدان المفاجئ الكامل لانقباض شتى عضلات الجسد عند الانفعال أو الضحك، مما يجعل المريض يفقد الوعي.

أما مرض التغفيق فهو مشابه لهذا الأمر، فهو مرض يصيب الإنسان نتيجة نقص في هرمونات الأوريكسين المسئولة عن اليقظة، مما يجعل الشخص ينام فجأة دون سابق إنذار.

ويعاني مرضى التغفيق من قصر مدة دورة النوم، وقصر مدة دورة النوم السريعة REM Sleep تجعل الأحلام تتداخل مع الواقع؛ فتخلق عقولهم هلاوس بحدة الواقع وخيال الأحلام. قد تكون تلك الهلاوس بسيطة إذا نام الشخص لثوانٍ كأن يسمع أحدهم يناديه أو يرى ملاكًا عند مدخل الطريق أثناء القيادة، وقد تكون معقدة، لا سيما إذا كان الشخص يعاني كذلك من شلل النوم إلى جانب هذا التغفيق؛ مما يخلق حالة من الشلل يصاحبها الهلوسات. وإذا كنت ممن يعانون من شلل النوم، فلا داعي للقلق بشأن الهلوسات، فليس كل من يعاني منه بالضرورة تصاحبه الهلوسات!

«كنت استلقيت للتو على فراشي، تقلبت كثيرًا حتى صار وجهي للأسفل، شعرت بالشلل العميق، وكان هناك شخصٌ فوق ظهري، ثم نزل الشيء ورقد إلى جواري، تمكنت من إدارة رأسي نحوه؛ فوجدت رجلًا فارع الطول، وجهه أخضر شاحب، لم أتمكن من الصراخ، ظهر ينظر إليّ حتى كادت تخرج عيونه من مقلتيها، صاح بأرقام عشوائية ثم ضحك بهستيرية، قبل أن يصبح ضبابيًا ويختفي مع استعادتي للحركة».

— كريستينا تصف تجربة شلل النوم المرافقة للهلوسات

هلوسة الذات: مَن أخرَج نسختي من المرآة؟

إذا كان وجود وحش بجوار سريرك لمدة لا تصل إلى دقيقة كما تلك الهلوسات المرتبطة بالنوم -السابق ذكرها- يسبب لك الخوف، فما شعور أن تجلس في النافذة وحين تنظر يسارًا ترى رجلًا يرتدي نفس ملابسك ويدخن نفس سيجارك؟ إنه أنت! صورة مرآوية لك مع انعكاس اليمين مع اليسار والعكس بالعكس، فقط صورة منعكسة موجودة لك وكأن أحدهم وضع مرآة هناك، ويظل الرجل جالسًا هناك طيلة الوقت بلا تفاعل. تُعرف تلك الظاهرة بهلوسة ترائي الذات – Autoscopy، وهي حالة تظهر فيها نسخة مطابقة لك، قد تظهر وكأن الحائل بينكما مرآة، أو قد تقف خلفك أو على مقربة منك. الشيء الأهم في التعريف، أنها لا تتفاعل معك ولا تؤثر عليك. ويمكن أن تحدث في أي مرض من شأنه أن يؤثر على الدماغ، كالصرع والتهابات الدماغ وغيرها.

قد تحدث صورة أخرى من المرض تسمى Heautoscopy، وفيها يتفاعل النظير مع الإنسان أحيانًا بشكل ودي، وعلى الأغلب بشكل عدواني، للدرجة التي قد يتساءل معها الإنسان: مَن منا الشخص الحقيقي؟.

طرحت ورقة بحثية منشورة عام 1994 قصة شاب مصاب بصرع الفص الصدغي، كان قد قفز من نافذة غرفته، وعند سؤاله عن السبب روى:

في ذلك الصباح نهض من فراشه شاعرًا بالدوار، وبينما يلتفت وجد أنه لا يزال نائمًا، فشعر بالغضب لأن هذا الشخص الذي يمثله لا يزال نائمًا، ومن ثم سيتأخر عن العمل، بدأ يوقظه ثم يهزه، وأخيرًا أخذ يضربه دون أن يتلقى أي رد فعل، بدأ وعيه في التبدل بين الشخصين، تارة يشعر أنه واقف فيقوم بإيقاظ الشخص الآخر، وتارة أخرى يشعر أنه مشلول لا يقوى على الحراك وشخصه الآخر ينهال عليه بالضربات، بعدها بدأ في التحير أيهما يمثله؟ أراد أن يعود شخصًا واحدًا وفكر أن يوقظ شخصه النائم حتى يندمج الشخصان ويعود نفسه، فخطر بباله لَفت انتباهه بطريقة مؤلمة جدًا حين تراءت أمامه النافذة، وبالفعل قفز منها.

إن نموذجًا آخر من انقسام الشخص هو ما يُطلق عليه تجربة الخروج من الجسد، وفيها يرى الشخص جسده من الخارج وكأن روحه -مجازًا لا علميًا- قد انفصلت عن جسده وصارت تراقبه من الخارج.

وتحدث تجارب الخروج من الجسد عند التحفيز الكهربي لمناطق بعينها في القشرة المخية أو حين لا يصل للمخ كمية كافية من الدم، بسبب سكتة قلبية أو عدم انتظام ضربات القلب أو فقدان كمية كبيرة من الدم، الأمر الذي يفسر لماذا يروي الناجون من عمليات جراحية صعبة أحيانًا تجارب مثل هذه، وكيف طفوا فوق أجسادهم في غرفة العمليات، ونسبة قليلة منهم تُخبرك بأنهم اختبروا تجربة الاقتراب من الموت، منهم محمود درويش الذي وصف في قصيدته «جدارية» تجربته بعد إجراء جراحة دقيقة في القلب قائلًا: «كنت أعلم أنني ألقي بنفسي جانبًا، وأطير».

خلال تجربة الاقتراب من الموت، يشعر المرء أنه يمشي في نفق مظلم ثم يُقذف به فجأة نحو السطوع. وخلال تلك التجربة، ينتابه شعور عارم من السعادة والأمان، كما تتراءى تلك الهلاوس أمامه وكأنها واقع، لذا يصر أغلبهم، حين يسرد ما حدث، أن تلك كانت تجربة للاقتراب من الموت، وأنهم ذهبوا إلى البرزخ وعادوا نظرًا للمشاعر الروحية التي تراءت لهم، بينما كل ما حدث كان مجموعة دقيقة من الهلوسات. أما بالنسبة للنفق، فيتطابق وصفه جيدًا مع الهيئة التشريحية لمكونات العين البشرية.

لا تقترب فالمنزل مسكون!

إذا كان العلم قادرًا على تفسير رؤية أرواح أحبائك التي تظهر بعد وفاتهم أو الأشباح التي يراها شخص بجوار سريره أو تجربة الاقتراب من الموت والخروج من الجسد، فهل بإمكانه أن يفسر ما يحدث داخل البيوت المسكونة؟

تُحدثنا ليزلي صديقة الكاتب أوليڤر ساكس الذي اقتُبس من كتابه «هلوسات» معظم الحالات والمعلومات الواردة بالمقال:

اضطرت ليزلي مرة إلى العمل في أحد المنازل التي سمعت أنها مسكونة بروح ساكنها القديم، وكانت لا تؤمن بالخوارق أو الأشباح، ورغم ذلك ولدى جلوسها في المكتب، كانت أحيانًا تشعر بيد شخص على ساقها أو كتفها أو بأصابع تتحرك على ظهرها. 

يمكن تفسير الأمر بأننا نتأثر بالإيحاء إذا كان مشحونًا بالإثارة العاطفية، مما قد يؤدي بالذهن إلى حالة عقلية مؤرقة قد تفضي إلى الهلوسات. فبمجرد أن يُلقنك أحدهم أن هذا المنزل مسكون، سيبدأ عقلك في خلق الهلوسات، أو لأن من الشائع بين الناس أن المشرحة تعجّ بالموتى الذين لا ترتاح أرواحهم حتى ينكشف سبب وفاتهم، وقتها أيضًا ربما ستبدأ في رؤيتهم، بل والانخراط في حديث معهم.

تفسيرٌ آخر يقول إن الفطريات المتعفنة المنبعثة من البيوت القديمة تؤثر على المخ بطريقة تجعله يخلق هلوسات الأشباح، أو أن تأثّر الفص الصدغي للإنسان بمجال حقول مغناطيسية من شأنه أن يحفز عدة أنواع من الهلوسات.

قديمًا حين كنا نلتف حول الجدة لسماع حكاياتها عن الأشباح، كان عزاؤنا الوحيد الذي يحمينا من الرعب أن بإمكاننا الابتهال، وأن بمقدور الإيمان أن يمنع كل تلك الأشباح عنّا. الآن وقد كشف العلم أن كل تلك الأشياء اللاعقلانية التي نراها، نسمعها، أو حتى نشعر بها في بيت قديم مسكون، كل تلك الأشياء المفزعة لا يمكن الفكاك منها لأنّها لا وجود لها حولنا، وإنما موجودة فقط داخلنا. إن أكبر مصدر لكل تلك المُفزعات هو دماغك، ولأنه لا يمكنك الهروب من دماغك فعليك فقط أن تدرك حقيقة تلك الأشياء، عليك أن تعلم أن مخك يريد فقط التسلي ببعض الألعاب.

جدير بالذكر أن الإنسان قد يمر بمثل تلك الأشياء لعدة ظروف عرضية، كتناول دواء أو مخدر أو تسمّم أو حتى قلة النوم، لكنها تكون مرات معدودة، وإذا تكرر حدوث الهلوسات لدى الشخص وجب عليه استشارة طبيب نفسي، لأنها قد تكون وقتئذٍ إشارة تحذير لمرض نفسي أصاب الفرد.

# مسلسل زينهم # علم نفس

لماذا تحب النساء مشاهدة أعمال عن القتلة المتسلسلين؟
تحديات كرة القدم: كيف نحكي علاقتنا بالكرة في 30 ثانية؟
عنصرية التعاطف: لماذا نتعاطف مع مأساة ونتجاهل أخرى؟

مجتمع