معرفة

مازن بن غضوبة: أول صحابي من سلطنة عُمان

قصة مازن بن غضوبة، سادن الأصنام في عمان، الذي أصبح الصحابي الجليل، حامل لواء الإسلام في بلاده، ومؤسس الدعوة الإسلامية فيها، و واضع اللبنات الأولى لها.

future صورة تعبيرية (الصحابيّ مازن بن غضوبة)

قبل مجيء الإسلام على يد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كانت الجزيرة العربية غارقة في عبادة الأوثان وشرب الخمور، وصار الشرك هو السائد، ومن بينها سلطنة عمان التي هدى الله قلب رجل منها إلى الإيمان بالدين الجديد، فأتى إلى الرسول وأعلن إسلامه وصلح حاله، وعاد إلى بلاده ليعلم الناس أمور دينهم، إنه الصحابي مازن بن غضوبة أول من أسلم من سلطنة عمان.

مازن الطائي

هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن حيان بن مر، وقيل مازن بن غضوبة بن حيان بن مر بن حيان بن أبي خطامة بن سعد، لذا يكنى بمازن بن غضوبة الخطامي السعدي، وعلى أي حال فإن نسبه ينتهي إلى طيء، وعليه يسمى مازن الطائي أو مازن بن غضوبة الطائي، بحسب ما ذكر ابن عبدالبر، في مؤلفه «الاستيعاب في معرفة الأصحاب».

وربما كان لفظ غضوبة لقبًا أو اسمًا حقيقيًا لوالده، خصوصًا أن العرب كانت أحيانًا تسمى بالأسماء المؤنثة مثل ربيعة، ولم تذكر المصادر التاريخية سنة ولادته.

كان مازن بن غضوبة سادن الأصنام في عمان، ثم أصبح الصحابي الجليل الذي أسلم وحمل لواء الإسلام في بلاده، واعتبر مؤسس الدعوة الإسلامية فيها، والتي دخلت طواعية في الإسلام بجهوده المخلصة، فهو واضع اللبنات الأولى لها.

ووالدة مازن تدعى زينب بنت عبدالله بن ربيعة بن خويص أحد بني نمران، وأخواله بنو الصامت وبنو حطامة ومهرة من طيء، وتشير المصادر التاريخية إلى أن له ابن اسم حيان، ولم يكن لديه ذرية، لكن ببركة دعاء النبي أصبح له ذرية صالحة، سكن بعضها بالموصل ونسب إليهم.

وبحسب الدكتور جنان العاني والدكتورة وفاء سحاب في دراستهما المعنونة بـ«مازن بن غضوبة ودوره في نشر الإسلام»، الصادرة عن كلية الآداب بجامعة الأنبار العراقية، فإن مازن بن غضوبة العماني كان سادن الأصنام في عمان، وأصبح الصحابي الجليل الذي أسلم سنة 6 هـ، وقد حمل لواء الإسلام في بلاد عمان، واعتبر مؤسس الدعوة الإسلامية فيها، التي دخلت طواعية في الإسلام بجهوده المخلصة، فهو واضع اللبنات الأولى لها في عمان.

حياته في الجاهلية

كانت نشأة مازن بن غضوبة في مدينة سمائل، وذُكر أيضًا أن اسمها سمايا وسمايل، وتقع على الطريق المؤدي إلى وسط عمان، متحكمة في ذلك على الطريق، وبها بُني أول مسجد في السلطنة، باسم الصحابي مازن بن غضوبة، وقد خرج عديد من العلماء والأدباء والشعراء منها، ولها وجود وذكر في الشعر العماني، وكانت قبيل ظهور الإسلام تسكنها قبيلتان من قبائل طيء هما: بنو خطامة وبنو الصامت، وإليها أشار مازن في شعره بعد ما أسلم: «يا راكبًا بلغن عمرًا وإخوته أني لمن قال: ربي ناجر قال».

ويروي البيهقي في كتابه «دلائل النبوة» والطبراني في مؤلفه «المعجم الكبير» أن المقصود في قوله «بلغن عمرًا»، بنو خطامة وبنو الصامت، ويتضح من مقولة مازن بن الصامت أنه كان يجيد الشعر مثل أهل بلدته سمائل، كما سيتبين أيضًا في السطور التالية.

وتوجد في سمائل، منطقة اسمها الدقدقين، عاش فيها مازن بن غضوبة، وتشتهر هي الأخرى بمحاصيلها الزراعية منذ القدم، وانتشرت فيها عبادة الأصنام قبل الإسلام، وكان مازن سادن (خادم) أحد وأشهر هذه الأصنام، الذي يدعى ناجر، وفي لفظ آخر باجر، وفقًا لبيت الشعر السابق.

وهنا يقول سلمة بن مسلم العوتبي العماني، في مؤلفه «الأنساب»: إن «مازن كان من قصته وخبر إسلامه وقدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يسدن صنمًا في الجاهلية بأرض عمان بقرية سمائل يقال له ناجر تعظمه بنو خطامة وبنو الصامت من طيء».

كان مازن قبل الإسلام شاربًا للخمر مدمنًا لها، مولعًا بالطرب ومجالس اللهو والمجون، لجوجًا بالنساء، ورغم ذلك تحول بشكل فوري من عبادة الأصنام والشرك إلى الإسلام، عندما علم بنبأ النبي ﷺ، وأقبل إليه في المدينة ليسمع منه أمر الدين الجديد.

ويتفق مع هذا الطرح الشيخ أحمد بن سعود السيابي العماني؛ إذ يقول في مؤلفه «الصحابي الجليل مازن بن غضوبة»، إنه من المشهور على ألسن الناس في عمان، وسمائل بصفة خاصة، أن الصنم كان في موضع يطلق عليه الدقدقين، وهو موضع معروف في سمائل.

أما عن حياة مازن قبل الإسلام، فكان مثل أغلب أهل الجزيرة العربية آنذاك، شاربًا للخمر مدمنًا لها، مولعًا بالطرب ومجالس اللهو والمجون، لجوجًا بالنساء، ويبدو أن ذلك كان نتيجة لوضعه الاجتماعي، بخاصة أن الذي يسدن (يخدم) صنمًا يكون من علية قومه، ويتمتع بمكان رفيعة بينهم.

الطريق إلى الإسلام

رغم هذه الحياة التي كان يعيشها مازن بن غضوبة، فإنه تحول بشكل فوري من عبادة الأصنام والشرك إلى الإسلام، عندما علم بنبأ النبي، صلى الله عليه وسلم، وأقبل إليه في المدينة ليسمع منه أمر الدين الجديد.

ووفقًا لما ذكره البيهقي في كتابه المشهور «دلائل النبوة»، فإن سبب إسلام مازن بن غضوبة، ما سمعه من الصنم باجر (وهو أمر خارق بالطبع)، عندما كان يقدم إليه الذبيحة، فقد سمع صوتًا ينبعث من الصنم يخاطبه ويخبره بظهور النبي الجديد، ويدعوه إلى الإيمان به، وترك عبادة الأصنام وما يقرب إليه.

هذه القصة أشار إليها «الطبراني» أيضًا في كتابه «المعجم الكبير»، قائلًا: «إن ابن غضوبة كان يسدن صنمًا في سمائل، فعثر ذات يوم عتيرة (ذبيحة)، فسمع صوتًا من جوف الصنم، وهو أبيات من الشعر، تنبئ بظهور النبي محمد، وتكرر ذلك، فقال مازن: إن هذا لعجب، وإنه لخبر يراد بي».

وذكر ابن غضوبة أن الصنم يقول:

«يا مازن اسمع تسر        ظهر خير وبطن شر

بعث نبي من مضر        بدين الله الأكبر

فدع نحيتاً من حجر        تسلم من حر سقر»

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لكن تكررت الحادثة مرة أخرى، وهو الصوت المنبعث من الصنم، عندما كان يسدن مازن صنمه، ويقدم إليه ذبيحة أخرى، ويتحدث ابن غضوبة عن هذه الواقعة بقوله: «ثم اعترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتًا من الصنم يقول:

أقبل إلى أقبل            تسمع ما لا يجهل

هذا نبي مرسل          جاء بحق منزل

آمن به كي تعدل        من حر نار مشتعل

         وقودها بالجندل»

فقال مازن: «فقلت إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي، فبينما نحن كذلك أقدم رجل من الحجاز فقلنا: ما الخبر وراءك؟ قال: ظهر رجل يقال له أحمد، يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله، قلت: هذا نبأ ما قد سمعت، فسرت إلى الصنم فكسرته أجذاذًا، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله، فشرح لي الإسلام فأسلمت»، بحسب الطبراني في «المعجم الكبير»، وابن حجر العسقلاني في مؤلفه «الإصابة في تمييز الصحابة».

وعند ذلك أنشد مازن بن غضوبة، أبياتًا من الشعر:

«كسرت باجر أجذاذًا وكان لنا     ربًا نطيف به عميًا لضلال

بالهاشمي هدينا من ضلالتنا     ولم يكن دينه مني على بال

يا راكبًا بلغن عمرًا وإخوته     وأني لمن قال ربي باجر قالِ»

ويتضح من رد فعل مازن، وكسره الصنم، أنه كان من أسرة عريقة النسب، ويحتل المكانة الرفيعة والمنزلة الشامخة في قومه، وإلا ما كان يقدر ويتجرأ على تحطيم الصنم الذي كانوا يعبدونه.

عندما قابل النبي

تفاصيل لقاء مازن الذي جرى في المدينة حكاها بن غضوبة بنفسه، وفقًا لما أورده الطبراني والبيهقي وكذلك الذهبي في مؤلفه «سير أعلام النبلاء» قائلًا: «قلت يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالهلوك (الفاجرة من النساء)، وألحت علينا السنون، فأذهبت الأهوال، وأهزلن الذراري والعيال، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتينا بالحياء، ويهب لي ولدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياء لا إثم فيه، وائته بالحياء، وهب له ولدًا».

واستجيبت دعوة النبي، صلى الله عليه وسلم له، وأبدل الله حاله إلى آخر يتناسب مع الدين الجديد، يقول مازن: «فأذهب الله عني ما كنت أجد، وأتانا بالحياء، وتعلمت شطر القرآن، وخصب عمان، وحججت حججًا، وتزوجت أربع حرائر، ووهب الله لي حيان بن مازن، وأنشأت أقول:

إليك رسول الله خبت مطيتي              تجوب الفيافي من عمان إلى العرج

فبدلني بالخمر خوفاً وخشية             وبالعهر إحصاناً فأحصن لي فرجي

فأصبحت همي في الجهاد ونيتي        فلله ما صومي ولله ما حجي».

كان لمازن بن غضوبة غلام يدعى صالح بن المتوكل صحبه عندما أراد زيارة النبي، فأكرمه الرسول بشرف الوصية له، فقال لمازن: «استوصي به خيرًا»، فأعتقه الأخير إكرامًا لرسول الله، وفقًا لما ذكره ابن حجر العسقلاني، في كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة».

هذا ما كان في شأن زيارة مازن بن غضوبة للنبي، لكن هناك رواية أخرى يتناقلها المؤرخون العمانيون وحدهم، ومنهم العوتبي في مؤلفه «الأنساب»، ونور الدين السالمي في كتابه «تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان»، وغيرهما، ولم ترد في مؤلفات غيرهم، وهي أن مازن قال: «قلت يا رسول الله ادع الله تعالى لأهل عمان، فقال: (اللهم اهدهم وثبتهم)، فقلت: زدني يا رسول الله، فقال: اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم، قلت يا رسول الله البحر ينضح بجانبنا، ادع الله في ميرتنا، وخفنا، وظلنا، فقال: اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم، قلت زدني يا رسول الله، قال: اللهم لا تسلط عليهم عدوًا من غيرهم. قل يا مازن آمين، فإن آمين يستجاب عنده الدعاء، قال: قلت آمين».

زيارة أخرى لم يروها إلا العمانيون

كما هو الحال السابق، ذكر المؤرخون العمانيون وحدهم دون غيرهم، أن مازن بن غضوبة، بعدما عاد إلى عمان اشتاق لرؤية النبي فزاره مرة أخرى، ونقل المؤرخون السيابي والسالمي والعوتبي، أن مازن قال: «فلما كان في العام القابل وفدت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا المبارك ابن المباركين، الطيب ابن الطيبين، فقد هدى الله قومًا من أهل عمان ومن الله عليهم بدينك، وقد أخصبت عمان خصبًا هنيًا، وكثرت الأرباح والصيد بها، فقال صلى الله عليه وسلم: ديني دين الإسلام، سيزيد الله أهل عمان خصبًا وصيدًا، فطوبى لمن آمن بي ورآني، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم ير من رآني، وأن الله سيزيد أهل عمان إسلامًا».

يعد مازن بن غضوبة أول من بنى مسجدًا في عمان على الإطلاق، أُطلق عليه اسم المضمار، وهو من آثار الصحابي الباقية إلى الآن بمدنية سمائل، وله مكانة مميزة. حتى أنه سُمِّي أيضًا مبرصًا، فقد قيل أن من كان به مرض البرص ويدعو الله فيه، فإنه يكاد يعافى.

ووجود هذه الرواية في كتب العمانيين فقط، يجعلنا نرتكن إلى الزيارة الأولى، التي كان لها تتابعات كثيرة في حياة الصحابي، بخاصة أنه عاد من عند النبي مسلمًا إلى بلاده التي ما زالت تعبد الأصنام، ومن الصعب تقبل فكرة مثل الدعوة إلى دين جديد لم يألفوه، فماذا يفعل معهم؟

وندعه هنا يتحدث عن ذلك الموقف: «فلما رجعت إلى قومي أنبوني وشتموني، وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت: إن هجوتهم فإنما أهجو نفسي فتركتهم وأنشأت أقول:

بغضكم عندنا مرمدا فيه                 وبغضكم عندنا يا قومنا لثن

فلا يعطن الدهر أن نشب معايبكم       وكلكم يبدو عيبنا فطن

شاعرنا معجم عنكم وشاعركم          في حربنا مبلغ في شتمنا لسن».

وبناءً على هذا الموقف، تنحى مازن بن غضوبة عن قومه، وأتى موضعًا فبنى فيه مسجدًا يتعبد فيه، أطلق عليه في ما بعد اسم المضمار، ويعد أول مسجد بني في عمان على الإطلاق، وهو من آثار الصحابي الباقية إلى الآن بمدنية سمائل في المنطقة الداخلية، وله مكانة مميزة، وبحسب البيهقي فإنه يسمى أيضًا «مبرصًا، لأنه من كان به مرض البرص فيدعو الله فيه، فإنه يكاد يعافى».

أما عن تاريخ بناء المسجد، فيروي مؤلفو دراسة «مازن بن غضوبة ودوره في نشر الإسلام»، أنه بني عام 6 هـ/627.

ويذكر البيهقي في كتابه «دلائل النبوة» أن مازن بن غضوبة لما تنحى عن قومه وبنى المسجد، بدأ قومه في الرجوع عن موقفهم، وأذعنوا إليه ودخلوا في دين الإسلام. يتحدث الصحابي بنفسه عن ذلك قائلًا: «ثم إن القوم ندموا، كنت القيم بأمورهم، فقالوا: ما عسانا أن نصنع به، فجاءني منهم أزفلة (جماعة) عظيمة فقالوا: يا ابن عم، عبنا عليك أمرًا فنهيناك عنه، فإذا أبيت فنحن تاركوك ارجع معنا فأقم أمورنا، فرجعت معهم ثم هداهم الله فأسلموا بعد كلهم».

أول من أسلم من سلطنة عمان

استمر مازن بعد ذلك في جهوده الدعوية لنشر الإسلام داخل عمان، واتخذ من المسجد مقرًا لنشر تعاليم الإسلام لأهله وقومه، ويشير الأزكوي العماني في كتابه المعنون بـ«تاريخ عمان المقتبس من كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة»، إلى أن «مازن بن غضوبة أول من أسلم من سلطنة عمان».

لكن ذكرت بعد المصادر التاريخية، أن ضماد بن ثعلبة الأزدي، رضي الله عنه، هو أول من أسلم من عمان، وليس مازن، وهو ما علق عليه الدكتور جنان العاني، والدكتورة وفاء سحاب، في أطروحتهما المعنونة بـ«مازن بن غضوبة ودوره في نشر الإسلام»، بقولهما: إن «ضماد ليس من أهل عمان، بل هو من أزد شنوءة الذين سكنوا سراة الحجاز وعسير».

ويمكن القول إن مازن بن غضوبة كان أول من أسلم من سلطنة عمان، لكن الدخول الرسمي للإسلام إلى السلطنة، كان أثناء حكم عبد وجيفر ابني الجلندي، عندما أرسل إليهما النبي عمرو بن العاص، رضي الله عنه، في السنة الثامنة من الهجرة، ضمن الفتوحات الإسلامية بعد ذلك.

وفي هذا السياق، ذكر عامر المرهوبي، مؤلف كتاب «عُمان قبل وبعد الإسلام»، أن العمانيين اعتنقوا الإسلام خلال حكم عبد وجيفر ابني الجلندي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «هناك أكثر من رواية عن كيفية دخول العُمانيين إلى الإسلام؛ إذ يقال إن مازن بن غضوبة، هو أول من اعتنق الإسلام».

أما الشيخ سالم بن حمود السيابي، أحد كبار مؤرخي سلطنة عُمان، فاختلف مع الطروحات السابقة؛ إذ يقول في الجزء الأول من مؤلفه «عُمان عبر التاريخ»: إن «بدء إسلام أهل عُمان كان يسبق الصحابي مازن بن غضوبة».

وفاة الصحابي مازن بن غضوبة

لم تذكر المراجع التاريخية تفاصيل عن حياة مازن بن غضوبة بعد الإسلام، واختلفت المصادر حول وفاته، وتحديد تاريخ ومكان ذلك، باستثناء ابن حجر العسقلاني الذي قال: إن «صالح بن المتوكل قتل هو ومازن بن غضوبة، في خلافة عثمان ببردعة التي تتبع أذربيجان دون تحديد العام الذي قتل فيه».

وتشير دراسة «مازن بن غضوبة ودوره في نشر الإسلام»، إلى أن المصادر العمانية ذكرت أن وفاته كانت في عمان، وقبره موجود في منطقة الدقدقين بولاية سمائيل، باستثناء المؤرخ العماني المعاصر الشيخ سيف البطاشي، الذي قال برواية ابن حجر العسقلاني، في كتابه «إتحاف الأعيان في تاريخ علماء عمان».

واستنتج البطاشي أن العام الذي استشهد فيه مازن بن غضوبة، هو 25 هـ/645م، استنادًا إلى أنه العام الذي شهد فتح المسلمين لبردعة، في خلافة سيدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي.

ورد أصحاب الدراسة على ذلك بأنه، «من غير الممكن أن يكون استشهاده في أذربيجان وقبره في سمائل، في حال نقل رفاته؛ لأن ذلك مستبعد تمامًا لأسباب جغرافية من حيث بعد المسافة والمشقة، وأسباب شرعية حيث جرت عادة المسلمين بأن يدفن الشهيد في مكان استشهاده».

كما أن المصادر التاريخية تشير إلى أن فتح أذربيجان كان في عام (25 هـ - 645 م)، وهذا يشير إلى قرب المسافة بينها وبين إسلام مازن في عام (6 هـ - 627)، لا سيما أنهم المسلمون وشغلهم الشاغل هو الفتوحات الإسلامية، وعليه فإن من المستبعد جدًا عدم مشاركة مازن في الفتوحات الإسلامية، وهو متحمس لها ونيته الجهاد في سبيل الله.

وانتهت الدراسة إلى أن ما ذكرته أغلب المصادر العمانية من وجود قبر مازن في ولاية سمائل بمنطقة الدقدقين، ما هو إلا مقام له، تبركًا وتكريمًا له وتخليدًا لذكراه، واعترافًا منهم بحسن صنيعه ومعروفه بحق عمان وأهلها.

# مازن بن غضوبة # شخصيات # تاريخ المسلمين # الصحابة # عمان

ميمي الشربيني: صنايعي التعليق في عيون شبابيك منير
­­­نكبة 48 ليست الأولى: التغريبة الفلسطينية بعد الحملة الصليبية الأولى
بالأراضي والأوسمة: كيف كسب الخلفاء ولاء العسكريين؟

معرفة