فن

سنوات التكوين في سينما «بارك تشان ووك»

من خلال رسومات مانجا التي ترسمها يديه يخرج فيلماً حركياً ممتازاً.. «بارك تشان ووك» كيف مهد الطريق للموجة السينمائية الكورية الجديدة التي أدهشت العالم؟

future المخرج الكوري: بارك تشان ووك

ربما فكرة «الريادة» في شيء ما هي أسطورة لا واقعية، ولكن بالتأكيد أن هناك بعض الشخصيات مفصلية في تاريخ الأشياء، وهذا هو المخرج بارك تشان ووك بالتأكيد للموجة الكورية الجديدة.

من خلال فيلمه «Oldboy» أقام الدنيا وأقعدها بالنسبة للصناعة السينمائية في كوريا، مهد الطريق للموجة السينمائية الكورية الجديدة التي كان مؤداها النهائي الحفاوة العالمية بفيلمي «Parasite» و«Everything Everywhere All At Once» ومسلسل «Squid Game». الانطباع الأول عن سينما بارك تشون هو أنه نسخة آسيوية من تارانتينو تعبد الدم والعنف، لكن تلك النظرة لا تعدو كونها نظرة من شخص مر على محار، واعتبره حجارة رميت هناك منذ زمن قديم.

قبل 2003 كان المخرج الحائز على جائزة «بافتا» عن فيلم «الخادمة The Handmaiden» وهو الفيلم الذي حاز شهرة عالمية توازي شهرة «Oldboy» وتختزله فيهما، قد قام بعديد من التجارب السينمائية التي تستحق الوقوف عند نموذجين منها.


فيلم «الحكم» الفيلم القصير الذي قدم بارك تشان ووك للجمهور الكوري.

قدم «بارك» فيلمه الأول عام 1992 «القمر.. حلم الشمس» ثم في عام 1995 كان فيلمه الثاني «الثلاثي». لم يحقق الفيلمان نجاحاً نقدياً أو سينمائياً داخل كوريا نفسها، ويمكننا أن نعد الانطلاقة الحقيقية لبارك في ما بعد من خلال فيلم عام 1999 «الحكم Judgement».

كان الفيلم نمطاً جديداً يجربه بارك للمرة الأولى، فهو فيلم «قصير» مدته لا تزيد على نصف ساعة، كما أنه مصور بالأبيض والأسود، ولكنه جاء ليعد الانطلاقة الحقيقية لووك، فبينما كان الفيلمان السابقان فيلمي جريمة كعادة سينما الرجل، لكنها لم تكن جريمة اجتماعية أو تناقش قضية ذات بعد مجتمعي وسياسي، كانت مجرد أفلام تجارية مستهلكة، لا تبرز أي قيمة جمالية سوى «الصورة» والنمط السردي الذي سيصبح ماركة خاصة بالرجل.

لا يبدو سر الصورة في عالم بارك تشون ووك مثيراً للعجب، بعد أن نعلم أن المخرج يحضر لأفلامه وأحداثه في الواقع من خلال رسومات «مانجا» ترسمها يديه، إنه يفتح خياله على اتساعه على الورق، ثم يبحث عن السبل الممكنة لتحقيقه في الواقع، ويخرج الفيلم في النهاية بهذا الشكل الحركي الممتاز في «Oldboy» وثلاثية الانتقام كمثال.

الاشتباك الأول

فيلم «الحكم» يناقش كارثة كانت في عام 1999 لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع الكوري. كان انهيار مول سامبونج التجاري عام 1995 تراجيديا إنسانية أودت بـ500 شخص وتركت وراءها أكثر من 900 شخص في جراحهم. لم تكن تلك الكارثة نتيجة لغشم الطبيعة المعتاد في ذلك الجزء من آسيا بالزلازل والتسونامي، ولكنها كانت بما كسبت أيدي الناس، بسبب إهمال وجشع الشركات ورشاوي الموظفين ورؤساء المحليات. 

يبدأ الفيلم ببداية شبه معتادة في أفلام «ووك» إذ يلعب التلفاز وشريط الأخبار دوراً في تأسيس سياق الأحداث، وتلك المرة هنا الأخبار حقيقية من خلال لقطات تغطي الكارثة ثم ننتقل إلى مراسل تلفازي سوف يكون حاضراً لتغطية تعرف إحدى الأسر على ضحيتها.

يدور الفيلم أغلبه داخل «مشرحة» حيث يدعي زوجان في منتصف العمر، أن الجثة الرابدة أمامهما تعود إلى ابنتهما المفقودة في الحطام. وفي مواجهتهما رجل آخر يطالب بها مدعياً أنها ابنته هو. في ذلك الوقت، كانت الحكومة الكورية غارقة في تعويض أسر الضحايا الذين فقدوا في الحطام، والطمع في أموال التعويضات هو الذي أطلق القضية الأخلاقية في الفيلم، من يبحث عن الجثة حقاً من أجل جنازة تكرم الميت، ومن يبحث عن المال. وفي إطار ذلك تدور الأحداث في تلك الغرفة التي تضيق بشخصيات الفيلم والتي تتعرض هي الأخرى لزلزال في نهاية غامضة جداً لا تنبئ عن شيء سوى أنها تلقي عبء الفيلم إلى المشاهد وتُسائل المجتمع.

عن كوريا الشمالية ومناهضة الحرب

لا يستحق فيلم «الحكم» كثيراً من الكلام نظراً لمدته القصيرة وفكرته الواضحة، لكنه كان الكشاف الذي تتحسس به سينما «ووك» موقعها من مجتمعها وقضاياها. في العام التالي، يعود «بارك» مرة أخرى إلى السينما الروائية الطويلة من خلال فيلم «JSA» الذي سيشاهد بكثرة ويعاد توزيعه من جديد في أعقاب نجاح «OLDBOY». الصدام هذه المرة كان بالتابوه الأكبر في كوريا، وهو الموقف من «كوريا الشمالية» وأبنائها الذين كانوا يوماً ما جزءاً من عائلة شبه الجزيرة الكورية الكبيرة. «المنطقة الأمنية المشتركة» هي اسم الفيلم، كما أنها المنطقة التي تفصل جغرافياً بين الكوريتين تحت رعاية من الأمم المتحدة وجنودها، وأيضاً فرق من جنود الدولتين المكلفتين بحراسة الحدود.

وفي تلك المنطقة تقع جريمة قتل، وهي المدخل المفضل لبارك في معظم أفلامه، تنذر بتصعيد قد تعقبه الحرب المنتظرة بين الكوريتين. لكن في كواليس تلك الجريمة تكمن المأساة التي لا علاقة لها بالسياسة ولا بالتاريخ، بقدر ما صنعتها المشاعر الإنسانية المتسامية عن الضغائن، بما فيها من إعلاء لقيمة الحب والصداقة والتآخي. 

يقدم الممثل «سونغ كانغ-هو» الذي اشتهر في ما بعد من خلال دور البطولة في أفلام «Memories Of Murder» و«Parasite»، واحداً من أفضل أدواره في ذلك الفيلم، في لقائه الأول مع مخرجه الأثير، حيث سيشكل ذلك التعاون سمة مميزة ومستمرة في مسيرة كليهما. يلعب «سونغ» شخصية الرقيب في الجيش الكوري الشمالي «كيونغ-بل» وهو أحد الشهود على الجريمة التي وقعت وكان إحدى ضحاياها برصاصة في الكتف. من المشاهد الأولى في الفيلم تتضح لنا الرسالة، على رغم حفظ الفيلم بأسراره حتى النهاية.

فبينما كان يسير في أحد الأحراش في مداهمة على الحدود، تعلق قدماً الرقيب «لي» من الجيش الكوري الجنوبي في أحد الألغام، وبينما كان سائراً هو الآخر وزميله في تلك الأحراش نفسها، يكتشف الرقيب «كيونغ» ذلك الموقف العصيب، وبدلاً من أن يترك ذلك «الكلب الإمبريالي الأمريكي» للموت، يقرر أن يقوم بتخليصه من هذا الشرك الذي يهدد حياته.

الأصدقاء الثلاثة قبل تغطية صور الزعماء من أجل التقاط صورة للذكرى

إذن، فنحن في فيلم «مناهض للحرب» ولا تأتي تلك النزعة للمناهضة من داخل الفرد الكوري الجنوبي الذي ينتمي إليه «بارك» ولكن من خلال أحد الجنود الشماليين ذوي الصورة الكاريكاتيرية منزوعة الإنسانية في ذهنية المجتمع الكوري الجنوبي، إذ يرونهم كروبوتات سيطرت على عقولها بالكامل عائلة «إل سونج».

يسائل «بارك» في الفيلم تلك الصورة المترسخة لدى مجتمعه عن الشماليين الذين كانوا منا وكنا منهم يوماً ما، بل كان يوماً قريباً لم يمر عليه قرن من الزمان. وفي إطار التحقيق لكشف أوراق الجريمة التي أودت بجنديين من جيش كوريا الشمالية على أيدي جنود جنوبيين، نعود لنرى قصة الصداقة التي ستنشأ بين جنود الحراسة الليليين على الجانبين، تلك الصداقة التي سيرويها «ووك» بأسلوبه المعتاد من الكوميديا السوداء الموترة.

تتحطم الأيديولوجيا السياسية وغباء الوطنية المتخيلة على طاولة شراب ولعب ورق وهدايا متبادلة في عيد ميلاد وصورة للذكرى ستلتقط للأصدقاء الأربعة في الكوخ بكادر متعمد للغطاء على صور الزعماء «كيم إل سونج» و«كيم جونغ إل» على الحائط لكي تظهر الصورة أحلى، وخاصة جداً بأصحابها فقط.

لا يغازل «بارك» في فيلمه الصورة الغربية المعتادة عن الكوريين الشماليين، في أقصى حالات النزوع إلى الشك والنظر بعين الارتياب في هذا الفيلم، يمكن أن يرى المشاهد الغربي فيه دعايا شمالية. وهنا تكمن براعة ذلك المخرج، فحينما تطرح مساءلة لقضية تاريخية فإن الأمر لا يستقيم دون ميزان عدل يرى الأمور على استقامتها، ولا ينطلق من ثنائية الشيطان والملاك.

الممثل «سونغ كانغ هو» المفضل للمخرج بارك تشان ووك، في دور الرقيب «كيونغ» ذي الندبة

يقيم «ووك» في هذا الفيلم المساءلة التاريخية بأقصى درجة من الانضباط تعكس الدور الحقيقي للفنان، ففي النهاية «ووك» وإن قدم فيلماً مناهضاً للحرب سيظل منظوراً كعدو من كوريا الشمالية، وإن اندلعت الحرب بين البلدين فلا شك أن «ووك» سيرى الشماليين أعداء. ولكن هنا يتجلى المعنى الحقيقي لصنعة الفنان على حد تعبير الفيلسوف الكاثوليكي جاك ماريتان، «فحتى وإن كان الفنان يصور شخصية يحتقرها حقاً، فهو يفعل ذلك بنوع من الشفافية والصفاء، كالذي يجعل المرء يعرف عدوه مثلما يعرف نفسه». والسؤال الأساسي للفيلم هو، هل قوة الحب تكافئ أو تفوق ثقل التاريخ المر والأدلجة والتلقين السياسي؟ في ملفات تحقيق تلك الجريمة في فيلم مدته ساعتان، سيترك «ووك» كالعادة الإجابة لمشاهديه.

المفقود من ثلاثية الانتقام

في عام 2002 عرض في السينما أجدد أفلام «بارك» بتعاون مجدد مع الممثل «سونغ كانغ-هو» من خلال فيلمها «تعاطفاً مع سيد الانتقام Sympathy For Mr. Vengance». سيعد ذلك الفيلم الجزء الأول من «ثلاثية الانتقام» حينما ستتخطى شهرة سينما «بارك» كوريا وتصبح عالمية، وبشكل اختزالي، ستقدم الأفلام الثلاثة، ذلك الفيلم، ثم «أولدبوي» وأخيراً «سيدة الانتقام Lady Vengance» باعتبارها «ثلاثية» من أجل التوزيع والبيع وسيظل متعارفاً عليها كذلك. ولكن ستظل الشهرة الأكبر لشخصية «أوه دايسو» من فيلم «Oldboy» التي غطت على الفيلمين الآخرين. على كل حال، لا يعد تعبير «ثلاثية الانتقام» غير دقيق، فالثيمة الرئيسة هي الانتقام، على رغم غياب الترابط بين عوالم الأفلام الثلاثة. 

من أجل تفهم لماذا يصنع «ووك» أفلاماً تناقش تلك المواضيع بالتحديد، أفلام تمتلئ بالغضب والدم والقتل والانتقام، علينا أن ندرك شعوره الدائم بالنقصان الذي ولده شعوره بالجبن وانعدام الأمن. لدى «ووك» شعور جائع ولا يشبع، بأن عليه أن يفعل شيئاً كان يجب أن يفعله بشكل حقيقي في الواقع، ولكنه خشي على حياته.

حينما كان بارك طالباً في الجامعة، كان الحرم الجامعي منتهكاً تماماً. وجدت الشرطة العسكرية باستمرار لمنع الطلاب من التظاهر، كان الأتوموسفير بشكل حقيقي ومجازي عبارة عن مزيج الغاز المسيل للدموع وطلاب يرشقون الشرطة بالحجارة. في وسط كل هذا، كان «ووك» نموذجاً لابن الطبقة المتوسطة المدجنة التي تتحرك على هامش الأحداث من دون الاشتباك معها، يتذكر قائلاً: «كانت السلطات تعتقل أصدقائي ومعارفي، كنت أشعر بالغضب المقترن بالخجل العميق وكراهية الذات بسبب عدم قدرتي على فعل شيء، بسبب خوفي من العنف». 

داوني بالتي كانت هي الداء، كان ذلك الدافع وراء اختيار العنف المفرط للمعالجة في قصص ثلاثية الانتقام، في الفيلم الأول بالتحديد، يستعيد «ووك» ذكريات الجامعة من خلال إحدى الشخصيات الرئيسة في الفيلم هي شخصية الفتاة «ميشا» صديقة «ريو» الطالبة الجامعية الأناركية الناشطة في أحد الأحزاب اليسارية إلى حد التطرف الذي ينتهج الطرق المافياوية في التفاعل مع الأحداث السياسية في كوريا.

يعد فيلم «تعاطفاً مع سيد الانتقام» واحداً من أثقل الأعباء التي يلقي بها «ووك» على صدر المشاهد، تكاد تغيب بين شخصيات الفيلم الرئيسة أي ملامح للخير والشر، هنا لا نلعب لعبة هذا في مواجهة ذاك المعتادة وعليك أن تختار طرفاً، ولكنها مساءلة للمجتمع والواقع السياسي الذي حسر الكفة بين هذا وذاك، وبخلاف وجودهما، ينتشر الشر المحض فقط في أجواء الفيلم من خلال العصابات التي تتاجر في أعضاء الإنسان، والمتطرفين السياسيين، بينما تعلن البراءة انسحابها مبكراً من أحداث الفيلم، حينما تقرر أخت «ريو» الانتحار، وتموت الطفلة غرقاً بالخطأ. «ريو» البطل الأصم والأبكم كان يحاول أن يدبر لأخته ثمناً لعلاجها فباع كليته ولم يفلح، واختطف طفلة ولم يفلح، والطفلة المختطفة هي ابنة السيد «دونج»، يقوم بأدائه الممثل سونغ كانغ، الثري صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه «ريو» في الماضي بشكل شريف.

ريو وأخته، ضحيتان لمنظومة رأسمالية متوحشة 

لا يعيد «بارك» اختراع العجلة، ولكنه يسائل قضايا واضحة في مجتمعه ولكن بأسلوب انتقامي قائم على العنف وإراقة الدم. لا يدور العنف في الفراغ، هناك قضايا رئيسة أنتجت ذلك المسرح الدموي الذي يدور أمامنا على الشاشة، إن قضية أخت «ريو» التي نظن أنها الأساسية في بداية الفيلم، نبعت من الأساس من غياب دور الدولة في الرعاية الصحية، ومافيا القطاع الصحي الخاص الذي يقوم بالبديل ويتاجر في الحيوات بملايين الدولارات، ويوازي هذا الوضع سوقاً سوداء لتجارة الأعضاء ناشطة في وضح النهار في «سيول»، الشرطة بالأساس حضورها هامشي ويكاد ينعدم، وعمال مصانع في ترس الرأسمالية هم تحت رحمة مدير المصنع الذي يطرد واحدهم تلو الآخر ويدمر حياتهم، ولا يبقى من وعود الحياة في مجتمع رأسمالي سوى سياسة «دعه يعمل، دعه يمر» وإن مر فوق أجساد الغالبية من المجتمع.

على عكس عنوان الفيلم، لا يوجد حقاً سيد للانتقام داخل الفيلم، لأن طرفي الصراع يبحثان لتحقيق انتقامهما، وعلى المشاهد أن يختار، وذلك هو السؤال الأخلاقي في الفيلم، بين «ريو» والسيد «دونج».

في فيلم «سيدة الانتقام 2005» نتعامل مع مجتمع كامل في غياب الدولة، يعالج الفيلم قصة السيدة «جيوم» التي دخلت السجن مدة 13 عاماً ظلماً في قتل طفل، وتخرج الآن لتحقق انتقامها. روح الدعابة في ذلك الفيلم هي الأكثر حضوراً، وهناك غياب للسؤال السياسي أيضاً. على عكس الفيلمين السابقين في الثلاثية حيث يسير الانتقام من الخارج إلى الداخل، أسباب اجتماعية تؤثر على ذوات وأفراد في دوائر محدودة، تتسع دائرة الانتقام في فيلم «سيدة الانتقام» من الداخل الشخصي إلى الخارج الاجتماعي، فبينما تبحث «جيوم» عن انتقامها، لا يخصها وحدها، إذ إنه انتقام من أستاذ للغة الإنجليزية، ومغتصب أطفال أيضاً، كان يصورهم بالكاميرا قبل اغتصابهم وقتلهم. وفي غياب الدولة، يتغير شكل المجتمع كذلك، لذلك يتحقق الانتقام عبر طريق بدائي ما قبل دولاني من خلال قانون ينظمه مجتمع ما في ظرف ما، وليس انتقاماً خارجاً على القانون والمجتمع كما في الفيلمين الآخرين. تلعب «جيوم» دور رب القبيلة المختص بتنظيم العدالة وسير الانتقام بامتياز، هي من الأساس ومنذ المشهد الأول في الفيلم قد هزئت من القداسة الدينية المسيحية، وخرجت لتخلق قداستها الشخصية التي تحلق في فلكها شخصيات الفيلم.

تعليق: تجذر «سيدة الانتقام» الشعور بالغضب ودوافع الانتقام داخل أهالي الأطفال الضحايا

في فيلم «تعاطفاً مع سيد الانتقام»، تحكي «ميشا» لـ«ريو» صديقها قصة عن أحد الأشخاص الذين كان لديه رأسان ويعاني من الصداع، فقرر أن يطلق النار على رأسه ليرتاح. يسألها «ريو» أي رأس؟ اليمين أم اليسار؟ يرى الناقد السينمائي «جونثان رومني» في ذلك المشهد ملاحظة في غاية الذكاء والتعبيرية عن سينما «ووك» حينما يقول، «على الرغم من أن هذه ليست سوى لحظة عابرة في الفيلم، فإنها مثال رئيس على منطق السرد الشديد الظلامية للمخرج الكوري الجنوبي بارك. تثير القصة العبث ومزيداً منه، والحتمية: فشخصيات بارك مقدر لها دائماً أن تطلق النار على رأسها، وعلى الرغم من أن الرأس سيكون دائماً الرأس الصحيح -الذي يؤلم- فإنه سيكون أيضاً الرأس الخطأ، لأن كل الأحداث في عالم بارك محكوم عليها بالكارثة، اللعنة إذا فعلت، اللعنة إذا لم تفعل». 

# سينما # السينما الكورية

فيلم Joker: Folie à Deux: حكاية تقلع بلا أجنحة
فيلم «المخدوعون»: فلسطين في مواجهة الرجال والشمس
فيكتور إيريس: العالم بقدم في الواقع وأخرى في الأحلام

فن