معرفة

«المعنى الكامن بالقصيدة»: هل يمكن ترجمة الشعر؟

الهدف من ترجمة الشعر ليس نقل الكلمات وإنما نقل الشعور الذي فاض عن الذات الشاعرة في صورة كلمات متناغمة.. فهل يمكن ترجمة الشعور ونقله؟

future صورة تعبيرية: ترجمة الشعر

يناير الماضي أصدرت دار التكوين طبعتها من ديوان «20 قصيدة حب وقصيدة يأس واحدة» لبابلو نيرودا بترجمة الكاتب والمترجم العراقي محسن الرملي. لم تكن هذه هي الترجمة العربية الأولى لديوان نيرودا الشهير. فقد سبقتها ترجمتان أخريان للعربية. الأولى أصدرها المركز القومي للترجمة بمصر 2009 للمترجم محمود السيد علي، والثانية من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب 2010 للمترجم مروان حداد. هناك تباين حاد بين النسخ الثلاث حتى إنهم يبدون ثلاث ترجمات لثلاثة كتب مختلفة.

فنرى مثلاً هذا المقطع من القصيدة الخامسة بترجمة محمود السيد علي:

«رياح الحزن تجرفهن

أعاصير الأحلام تقبرهن

تسمعين أصواتاً أخرى في صوتي المحزون.

نحيب أفواه قديمة، دماء توسلات قديمة.

أحبيني .. رفيقتي. اتبعيني. لا تهجريني.

اتبعيني رفيقتي .. في هذا الموج الحزين.

وذلك هو المقطع نفسه من ترجمة مروان حداد

رياح الكآبة ما تزال تجرفها.

أعاصير الأحلام ما تزال تنهال عليها.

تسمعين أصواتاً أخرى في صوتي المتألم.

بكاء أفواه قديمة، دماء تضرعات قديمة.

أحبيني، يا رفيقة. لا تتخلي عني. اتبعيني.

اتبعيني، يا رفيقة، في هذه الموجة من الكآبة».

 

بينما المقطع نفسه بترجمة محسن الرملي:

«رياح القلق ما زالت معتادة على جرفها،

وأعاصير أحلام مازالت تسقطها، أحياناً

فتسمعين أصواتاً أخرى في صوتي الموجوع.

نحيب أفواه قديمة، دماء تضرعات قديمة.

أحبيني يا رفيقة، لا تتركيني. اتبعيني.

اتبعيني يا رفيقة، في موج هذا القلق».

*****

بالمقارنة بين الترجمات الثلاث أجد اختلافاً كبيراً في الأسلوب والمفردات المستخدمة ودلالات تلك المفردات. التي قد تجعل روح الشعر متوهجة وقادرة على ملامسة روح القارئ في إحداها. بينما تجعل الأخرى تبدو مفككة، كلمات بلا معنى، خالية من روح الشعر الوهاجة.

وهذا يحيلنا إلى إشكالية قديمة وهي الإشكالية المتعلقة بترجمة الشعر.

كيف يمكننا ترجمة الشعر؟

هل تتم ترجمته عبر ترجمة معناه والمقصود منه أم عبر ترجمة كلماته الظاهرة؟ كيف تظهر روح الشعر وأسلوب الشاعر وقاموس مفرداته الخاص عبر الترجمة؟

وإن كانت هذه مشكلة في الشعر الحديث عند نقله من اللغة العربية إلى أية لغة أجنبية فهي كارثة عند ترجمة الشعر العربي القديم المحمل بالدلالات، الحافل بالمجازات والتوريات.

وفي الجهة المقابلة، أي عند نقل الشعر من أية لغة كانت إلى اللغة العربية يواجه مترجمونا كثيراً من تلك الإشكاليات.

فالقصيدة تفقد روحها ودلالاتها عبر الترجمة الحرفية وتتحول إلى مجرد كلمات مفككة بلا رابط يجمع بينها، أو تتحول إلى قطع صخرية بلا معنى إن حاول المترجم نظمها ملتزماً بوزن وقافية.

حاولت أن أعرف أكثر في هذا الشأن فتوجهت بتساؤلاتي إلى مجموعة من الشعراء والمترجمين والناشرين لعلهم يمتلكون الإجابة.

ضي رحمي مترجمة هاوية، تترجم قصائد شعر إنجليزي وأمريكي معاصر على صفحتها الشخصية التي حازت إعجاب آلاف المتابعين، قالت لـ«كروم»، إن ترجمة الشعر تختلف عن الترجمة الأدبية، فالشعر مكثف، يحتاج إلى دقة ورهافة في المفردات والتراكيب مع الحفاظ على الموسيقى الداخلية لكل نص.

كما أكدت أن الأساس الالتزام بالنص، أحياناً تعبر الكلمات الواضحة المباشرة عن المعنى المباشر للنص. وأحياناً يتطلب الأمر التصرف بما لا يخل بالمعنى، فالمهم أن ينحّي المترجم قاموس مفرداته الشخصي ويفسح المجال ليظهر أسلوب الشاعر وقاموس مفرداته.

آخرون امتلكوا آراءً مختلفة عما ذكرته ضي؛ فالشاعر والمترجم أحمد يماني يرى أن لكل لغة أنساقها المعرفية والمجازية والنحوية والإيقاعية، وعلى هذا فإن القصيدة المترجمة تختلف نسبياً عن القصيدة في لغتها الأم. ما يُفقد في الترجمة يتعلق أساساً باللغة، فنحن لن نعرف أبداً، من خلال قصيدة مترجمة، لغة الشاعر الأصلية، والشعر فن لغوي في الأساس، ولن نعرف ما الذي قدمه في لغته من إضافة واجتراح أساليب لغوية، يظل هذا الأمر داخل اللغة المنقول عنها.

يضيف يماني خلال حديثه مع «كروم»، لكن هذا لا يمنع الترجمة، فهي عملية ضرورية بين اللغات، حتى بهذا الفقد المسبق الذي نعرفه. إضافة إلى أن الشعر متعدد وكثير، ومن هنا فإن ثمة قصائد قابلة للنقل أكثر من غيرها، قد يكون الشاعر عظيماً في لغته لكن عند نقله إلى لغة أخرى يفقد الكثير ولا يتم استقباله في اللغة الأخرى كما يتم استقباله في لغته الأصلية. هذه أشياء واردة، والترجمة تحاول دائماً أن تأخذ في الحسبان كل تلك المسائل.

وهو ما اتفق عليه الشاعر علاء خالد الذي يرى أن هناك فارقاً بين القصيدة في لغتها والقصيدة المترجمة، فارقاً مرتبطاً بالمكون الثقافي لكل لغة على حِدة، وكيفية تعامل المترجم معها وتطويعها لتصلح للغة أخرى، وهذا شيء طبيعي فالتغيير في أسلوب القصيدة وليس جوهرها، مهم جداً عند الترجمة، فتكتسب القصيدة بُعداً جديداً في اللغة المترجم إليها. أحياناً الترجمة تقوم بعملية إعادة تدوير. المهم الحفاظ على شرارة الشعر أو جوهر المعنى الكامن داخل القصيدة.

ثم أضاف علاء في حديثه إلى «كروم»، أن ثقافة المترجم وتمكنه من اللغة التي يترجم منها هي التي تولد شرارة الإبداع داخل النص بعد ترجمته، حيث ظهر هذا جلياً مثلاً في ترجمة رمسيس يونان لديوان «فصل في الجحيم» لرامبو، الذي يعده علاء خالد من أجمل الترجمات العربية لرامبو.

رنا تونسي شاعرة ومترجمة ترى أن القصيدة في لغتها الأصلية تبدو أكثر اكتمالاً عنها في اللغة المترجمة وتضيف أنه إذا نسي الشاعر المترجم أنه شاعر ونحَّى ذاته جانباً كلما كانت ترجمته أقرب للنص الأصلي. كما أضافت، أنه على الشاعر الذي يقوم بترجمة النص الأصلي دون أن يحوله إلى لغته الشعرية وكأنه يكتب لذاته بل يستمع إلى فردانية النص الأصلي ويقترب منه.

أسماء ياسين شاعرة ومترجمة ترى أن اللغات تختلف والثقافات تختلف، ودلالات الكلمات تختلف كثيراً، بل إنها أحياناً تتضاد وتحمل معنى مغايراً تماماً بين ثقافة وأخرى. لذلك تحدث الفجوة بين القصيدة في لغتها الأصلية والقصيدة بعد ترجمتها، وهي أحياناً فجوة حتمية، لا سبيل لتفادي السقوط فيها.

السبب الأخير الذي ذكرته أسماء لـ«كروم»، هو قدرة المترجم، وربما إخفاقه، وكلنا معرض لذلك بين حين وآخر، في التقاط معاني القصيدة وجوهر كلماتها وماذا يريد الشاعر أو الشاعرة أن يقول، وهو أمر ليس سهلاً على إطلاقه. ولذلك ليس غريباً أن يحصل الشعر في هرم الترجمة على المركز الثاني في تحدي صعوبة الترجمة بعد الفلسفة مباشرة!

منشورات المتوسط بميلانو واحدة من أكثر دور النشر العربية نشراً للشعر المترجم، كما قامت بعمل رائد حين ترجمت المعلقات العربية القديمة للغة الإيطالية ونشرتها بإيطاليا؛ مما استدعى أن أتوجه بأسئلتي لمالكها الشاعر والناشر خالد الناصري، الذي اتفق معهم، مؤكداً أن ما يحدث على الأغلب هو ترجمة المعنى العام للقصيدة أما دلالاتها فهناك صعوبة في ترجمتها، فالكلمة تختلف دلالاتها بعد نقلها من لغة إلى لغة حتى تغيير موقعها في الجملة يغير من دلالاتها. ثم يضيف أن المترجم أولاً وأخيراً قارئ للنص والنص يقدم دلالات مختلفة لكل قارئ حسب تفكيره وثقافته، وبالتالي المترجم يقدم وجهة نظره الخاصة كقارئ في القصيدة.   

ويؤكد أن الأهم في حالة الترجمة هو الحفاظ على جمالية القصيدة عبر توصيل جمالية الحالة الشعرية والصورة المركبة والمجاز وبناء النص، هذه الأشياء التي يكون مزجها متوافقاً ومتناغماً. هذا التناغم هو الأهم.. أن تكون القصيدة جميلة في العربية كما كانت في لغتها الأصلية.

هل يجب أن يكون المترجم شاعراً؟

قادتني وجهات النظر المتعلقة باللغة ودلالاتها لأن أسأل: هل يجب أن يكون مترجم الشعر شاعراً بالأساس وما هي حدود عمل المحرر في تلك الحالة.

فأجمع الجميع على أنه لا يشترط أن يكون مترجم الشعر شاعراً. إذ أكد الشاعر أحمد يماني أنه ليس من الضروري أن يكون المترجم شاعراً، فالحساسية اللغوية ليست قصراً على الشاعرات والشعراء، وهناك مترجمات ومترجمون لديهم حساسية لغوية عالية جداً، تفوق في بعض الأحيان حساسية الشعراء أنفسهم. وفي ما يتعلق بعملية تحرير القصائد المترجمة قال هناك بالطبع مراجعات للترجمات تطلبها بعض دور النشر، ودور المحرر هنا يتعلق بمراجعة الترجمة واقتراح صياغات أخرى لا بد أن يناقشها مع المترجم حتى يصلا إلى أفضل صيغة ممكنة، إذاً المحرر هنا لا بد أن يكون عارفاً باللغة التي تتم الترجمة عنها.

وأضاف الشاعر علاء خالد أن المهم أن تكون للمترجم القُدرة على كشف المعنى داخل القصيدة، وتحويله إلى لغة أخرى. وأردف «في حدود قراءاتي هناك ترجمة جميلة للشاعر الفرنسي إبف بونفوا قام بترجمتها الشاعر العربي أدونيس بشكل محترف، ومتقن، وهي ترجمة تثير الجدل دوماً حول دقتها». لذا اختلاف النص المُترجَم عن النص الأصلي طبيعي، ولكن ليس في المعنى، بل في طريقة صياغته.

اتفقت معهما الشاعرة رنا تونسي التي وضحت أن العديد ممن ترجموا الشعر لم يكونوا شعراء. لكن احتمال تفوق الشاعر في ترجمة الشعر أكبر إذا نحّى نفسه جانباً وجعل النص الأصلي يقوده ولا يحول النص الآخر إلى لغته. ثم أردفت أنه كلما كان المترجم أكثر تمكناً من المهارات اللغوية في اللغتين وأكثر معرفة وحباً للشعر كلما كانت القصيدة أقرب للنص الأصلي. وفي ما يتعلق بالتحرير للقصائد المترجمة أوضحت أنها تعتقد أن وجود المحرر ضروري، فكبار الكتاب والمترجمين في ثقافات أخرى كانوا يعملون مع محررين أدبيين. ثم أردفت أنها لم تتعاون مع محرر أدبي من قبل لكنها تشعر أن وجوده مهم وبخاصة لأنه لا يكتب أو يؤلف مع الكاتب أو الشاعر، لكن يعمل معه لتحسين الصورة النهائية للنص.

أيضاً أسماء يس أكدت أنه ليس ضرورياً أن يكون مترجم الشعر شاعراً بالأساس. لكن بالنسبة لها فهي تفضل أن يكون شاعراً، فقدرة الشاعر على فهم الشعر والإحساس بمعانيه ومجازاته وصوره، تختلف كثيراً وبما لا يقاس عن غيره من متذوقي الشعر، أو مترجميه من خارج الشعراء. لكن ينبغي الاعتراف أنه توجد حالات استثنائية لمترجمين جيدين ليسوا شعراء.

خالد الناصري الشاعر والناشر  أضاف أنه ليس من الضروري أن من يقوم بترجمة الشعر يكون شاعراً وإنما المهم أن يقوم بترجمته بشكل دقيق، لكن بحكم التاريخ والواقع أغلب مترجمي الشعر الجيدين هم شعراء في حين لا يقدم باقي المترجمين الدقة نفسها التي يقدمها الشاعر المترجم. وحين سألته عن أهمية المحرر لقصائد الشعر المترجمة فاجأني قائلاً إنه إذا لم يكن المترجم شاعراً فيجب أن يكون المحرر شاعراً وذلك ليتمكن من المحافظة على إيقاع القصيدة.

القصائد العربية المترجمة

كانت هذه وجهات النظر في حالة ترجمة الشعر الأجنبي للغة العربية أما عندما يحدث العكس وتتم ترجمة القصائد العربية للغات أخرى فوجهات النظر قد تختلف وتتباين.

يماني الذي يترجم الشعر من الإسبانية إلى العربية قال إنه كانت له تجارب في الترجمة من العربية إلى الإسبانية، لكنها توقفت منذ فترة، وقد قام بها بالاشتراك مع مستعربين وشعراء إسبان، ثم أضاف أنهم ترجموا فيها عدداً من الشعراء، وكانت أعمالاً جيدة إذ يقوم عليها أبناء اللغة نفسها، فهم يقدمون حلولاً واقتراحات وصياغات تجعل القصيدة مقروءة في اللغة الإسبانية بشكل ممتاز.

أما الشاعر علاء خالد حينما سألته عن قصائده التي ترجمت إلى لغات أخرى فقال إنه يرى أنها تعرضت لنفس إشكاليات ترجمة القصائد من اللغات الأخرى للعربية وذلك لأنها في النهاية تُنتج ويتم تداولها في دوائر ثقافية ضيقة خارجياً، وبالتالي لا يمكن الحكم على جودة الترجمة بشكل موضوعي، أو الحكم الشخصي عليها إلا في حال حدوث تمثيل نوعي لها خارج لغتها وتداولها داخل دوائر أوسع. في هذه الحالة يمكن الحكم على الجودة والدقة.

ثم أضاف أن الشاعر الذي تحقق لقصائده هذا التداول الكثيف خارج اللغة العربية هو محمود درويش، فقد اكتسبت شعريته بتكرار ترجمتها والبحث في جوهرها من أكثر من مترجم، وأكثر من ثقافة وأكثر من لغة، مجالاً واسعاً للتلقي، يتعدى المجال الأكاديمي، ووصلت لقراء غير نخبويين بشكل ما.

أما الشاعر والناشر خالد الناصري فقد كان سؤالي له يتعلق بترجمة المعلقات العربية القديمة للإيطالية، تلك التجربة اللافتة التي أثارت فضولي لأسأل عن كواليسها، فقال إن المعلقات تختلف عن الشعر الحديث، فالشعر القديم الذي تنتمي إليه المعلقات يعد شعراً غرضياً وبالتالي المعنى فيه هو الأهم وبالتالي من المهم في هذه الحالة الوصول لأفضل ترجمة للجملة وتركيبتها ومعناها والفكرة التي تحتوي عليها.

وحينما سألته عن أهمية ترجمة المعلقات للإيطالية قال إنها تقدم فكرة عن تلك الحقبة الزمنية القديمة التي مر بها العالم العربي كما أن المعلقات بكمالها وخلودها تعد النبع الأول للشعر العربي.

ثم أضاف أنه عند الترجمة راعى المترجمون الحفاظ بشكل كبير على المعنى، فمعظم الأبيات كانت تروي ذكريات وبطولات وقصص فكان يجب الحفاظ عليها عند نقلها للإيطالية.

وحين سألته عن دوره في عملية الترجمة قال إنه بالطبع لم يترجم بنفسه على رغم إجادته التامة للغتين، وإنما كان دوره إدارة ومتابعة عملية الترجمة والتواصل مع المترجمين الذين قاموا بالترجمة، وهم ستة مترجمين من كبار المترجمين المحترفين في الترجمة من العربية للإيطالية خاصة في ترجمة الشعر. وعلى رغم ذلك فقد عانوا أثناء عملية الترجمة خاصة عند التعرض إلى الدلالات اللغوية لبعض الأبيات فتركوها كما هي وشرحوا معناها في الهوامش. ثم بعد ذلك مرحلة المراجعة والتحرير حتى الوصول إلى الشكل الأمثل الذي ارتؤوه للعمل.

مع تعدد هذه الآراء يبقى الشعر واحداً من أرقى الأساليب التي توصل إليها الإنسان للتعبير عن نفسه والذات الشاعرة تعد الأرق والأكثر رهافة في مكونات نفس الشاعر، وذلك لأنها تعبر عن أدق مكنون روحه بالكلمات. وهنا تكمن صعوبة ترجمة الشعر ونقله بين اللغات، فالهدف ليس نقل الكلمات وإنما نقل الشعور الذي فاض عن الذات الشاعرة في صورة كلمات متناغمة. وعلى رغم الصعوبة فما زلنا نحاول.

# أدب # شعر # ترجمة

بين الحزن والانتظار: فيروزية المشرق ومشرقية فيروز
«لقد تم حظرك»: النساء لسن فقط في صالون التجميل
حوار | أشرف العشماوي: لا أكتب لنيل الجوائز

معرفة