«هذا التلفاز لا يستخدم إلا للخداع والتشتيت، وأخيراً عزلكم كلياً عما يهم حقاً، وعد سوف ينحدر أخيراً إلى التسمر أمام صندوق صغير من أسلاك وأضواء»
— إدوارد مورو
تلك الكلمات التحذيرية ألقاها إدوارد مورو، أحد أعظم رموز الإعلام الأمريكي في منتصف القرن الماضي، مثيراً غضب المديرين التنفيذيين لشبكات البث؛ لأنه ظهر مثل نبي غاضب يحذر الملايين من الشبكات التي تهدر إمكانات التلفاز في تخدير المتفرجين.
في عام 1974، سوف يظهر المذيع هوارد بيل بطل فيلم Network بهالة نبي غاضب يشبه مورو، ليعيد تحذير الجمهور من الأمر نفسه، بعد تهديده لشبكة البث بالانتحار على الهواء بسبب إخطاره بالفصل لانخفاض نسب مشاهدة برنامجه.
في الثمانينيات وقرب نهاية القرن 20، سوف يتحول التلفاز إلى ثيمة حاضرة بجونرة الرعب بأفلام مثل Poltergeist-1982 الذي تتواصل فيه الأرواح عبر التلفاز، ثم تسحب المتلقي بيد بيضاء لتحبس حضوره للأبد داخل صندوق التلفاز وفيلم Videodrome -1983 الذي يدور حول شر ينتشر عبر موجات البث ليسيطر على عقل المتلقي ويدفعه لحافة الجنون.
في كل الأمثلة السابقة يبدو التلفاز مثل آلة استلابية، تستلب وعي وروح المشاهدين ليتحولوا إلى زومبي، فاقدي الإرادة، بينما تنتقل السلطة كاملة إلى صندوق من أسلاك وأضواء بتعبير مورو.
في يوم 15 يوليو من عام 1974 - نفس سنة صدور فيلم Network -ظهرت المذيعة الأمريكية Christine Chubbuck على القناة 40 من فلوريدا، والتي تشتهر ببث الأخبار المرعبة، وقالت:
«تماشياً مع سياسة القناة التي تقدم لكم أحدث الأخبار الدموية بالألوان الحية، سوف تشهدون الآن أول محاولة للانتحار على الهواء».
لتقوم كريستين بعدها بقتل نفسها على الهواء برصاصة مسدس خلف أذنها اليمنى.
يعتبر الكثيرون أن كريستين هي الإلهام الحقيقي لقصة network، والتي هدد بطلها بالانتحار على الهواء لو تم إلغاء برنامجه. لكن تصلح كريستين كذلك بعد 50 عاماً من مصرعها كإلهام لتفسير الثيمة التي طغت على أفلام الرعب لعام 2024.
ما يقرب من نصف قائمة الأفلام الأهم هذا العام تمتلك علاقة مباشرة مع التلفاز ومشهدية الشاشة، ولكن لا يظهر التلفاز هنا باعتباره أداة استلابية مروعة، يصعب بطبيعة الحال أن يقدم التلفاز نفسه بهذا الروع بعد أن صار اختراعاً قديماً وديناصوراً في حضرة وسائط إعلامية أكثر تطوراً وتأثيراً.
يستعاد التلفاز ورموزه بطرح عكسي لا يشبه كثيراً القرن الماضي، النجوم ومقدمو برامج التلفاز ليسوا قوى مهيمنة على متلقين مستلبين، إنما أسرى ضغوط مهولة لتسلية وإمتاع جمهور لم يعد يؤثر فيه شيء!
في فيلم late night with the devil يستضيف الإعلامي جاك ديلروي جلسة تحضير أرواح مروعة أملاً في استعادة نسب المشاهدة، بينما تعقد نجمة التلفاز إليزابيث في substance صفقة فاوستية مخيفة مع جهة مجهولة لتحافظ على شبابها؛ لأن الجمهور لن يؤدي تمارين اللياقة الصباحية خلف سيدة عجوز تفضح ترهلاتها وتجاعيدها كبر سنها.
في smile 2 لا تمتلك المطربة سكاي رايلي وقتاً للعلاج النفسي بعد وفاة شريكها ونجاتها بأعجوبة من حادث سير سببه إدمانها للمخدرات، إنما تحول مأساتها لمحاولة rebranding لتعود للجمهور من جديد قبل أن يمل منها. بينما في Your Monster تعيد البطلة الممثلة توظيف قصة الجميلة والوحش لتقدم مسرحيتها بشكل أكثر دموية من القصة الطفولية أمام جمهور متعطش للمشهدية.
في الأمثلة السابقة تتغير موازين القوى، فيظهر الجمهور مثل وحش جائع للتسلية، لا ترضيه إلا المشهدية الجامحة (يظهر الجمهور بالفعل على صورة حشد همجي في smile 2 يهاجم فنانته المحبوبة) بينما يبدو مقدمي التسلية مثل ضحايا في حلبة رومانية عليهم أن يخلقوا الروع بأكثر صوره صدمة ليفوزوا بالتصفيق.
في بعض النهايات يضحي الأبطال بذواتهم مجازياً أو حرفياً مثل المذيعة Christine Chubbuck ليقدموا التسلية اللازمة لجمهور لم يعد يكتفي من الوحشية، وفي نهايات أخرى يتحول النجم التلفزيوني إلى مسخ، لا يحذر الجمهور مثل مورو من عاقبة تحولاته، إنما يستجديه لقبوله بعدما ضحى بكل شيء ليكون مسلياً بما يكفي.
في أفلام هذا العام لا تمتص الأجهزة التلفزيونية متلقيها وتحبسهم بداخلها، إنما يُستدرَج النجوم خارج الشاشة إلى الجمهور ليذوبوا في حشده ويهلكوا تحت ثقل توقعاته.
يبدو الجمهور هو البطل الحقيقي لأفلام رعب 2024، لا كمتلقٍّ لها، إنما باعتباره وحش الحكاية، الذي كان يظن النقاد أنه سيتحول إلى كتلة من الأغبياء الخاملين تحت تأثير سحر التلفاز، ولكن جمهور الوسائط الجديدة بات في نظر تلك الأفلام كتلة من المتعطشين للقسوة، قسوة لا تجاريها العروض.
يظهر هذا الانعكاس في أفلام أخرى بالقائمة لا تدور حول التلفاز والأضواء، لكنها تدور حول الفكرة نفسها أو القسوة كعاطفة تستعاد بها صور الانتباه، يدور مثلاً فيلم the last omen حول رغبة جماعة كنسية في استدعاء المسيخ الدجال وشروره للعالم كمحاولة يائسة لإعادة اهتمام المؤمنين بالكنيسة بعدما لم تعد تجدي وعود المغفرة والرحمة، بينما يحول البطل في heretic فكرة إثبات الألوهة لاختبار مروع قوامه العنف والصدمة. وهي العاطفة الوحيدة التي يراها لازمة لاستعادة الانتباه لمركزية سؤال الايمان، وصعوبته خارج إجاباته الجاهزة.
تلك أهم أفلام رعب عام 2024 (اختيارات موقع كروم).
يبدأ فيلم The Substance بتثبيت نجمة تذكارية في ممشى هوليوودي باسم الممثلة ومقدمة برامج الأيروبكس إليزابيث سباركل، ولكن في المشهد نفسه، يخبو بريق النجمة عندما تدهسها الأقدام وتلطخها البقع التي تسقط من الحشود المارة.
يتنبأ مشهد البداية بانحسار شعبية إليزابيث التي بدت نجمتها التذكارية، تقديراً لها ونعياً في الآن نفسه، وصلت إليزابيث لتلك المكانة بعد عقود في مسيرتها، ولكنها وصلت معها لنقطة النهاية عندما صارت عجوزاً، لذلك يقرر المنتجون استبدال ممثلة أصغر سناً بها. ولكن تجد إليزابيث الحل في عرض على الطريقة الفاوستية، تقدمه لها جهة مجهولة، عرض يضمن لها الشباب والعودة من جديد، ولكن ثمنه توازن مرهف وخطر بين نسختها الشابة والعجوز.
تقر صانعة العمل Coralie Fargeat أن الفيلم ما هو إلا صدى لمخاوف بدأت تستولي عليها بعد بلوغها الأربعين، مع يقينها أن المجتمع يزيح السيدات في منتصف العمر من كل مساحات الحضور، مخاوف قامت بتأطيرها بقسوة في فيلمها عندما اختارت أن يأتي خريف العمر لامرأة تعتمد حياتها برمتها على شباب جسدها أمام الشاشة.
يمكن تخمين المسار الذي تنحدر نحوه الحبكة من الثلث الأول للفيلم، ولكن يصعب أن تغادر مقعدك رغم توقعاتك على مدى 140 دقيقة؛ لأن الفيلم لا يراهن على مفاجأة درامية بقدر رهانه البصري على كيف ستتمظهر الأحداث التي تتوقعها أمامك؟ وهو رهان ناجح دوماً في جونرة الرعب.
يمتلك النقاد عبارة جاهزة لوصف الأفلام التي تمتلك بريقاً يجاوز جوهرها وهي جملة: style without substance
لا يخلو الفيلم من جوهر بالطبع، يصنفه لأجله الكثيرون باعتباره فيلماً نسوياً أو نقدياً بشكل مزلزل لهوليوود، التي يحكمها رجال مثل هارفي واينستين، يتحكمون رغم قبحهم الخارجي في استدامة شباب البطلات أمام الشاشة، لكنه في قلبه فيلم يراهن ببساطة بكل أوراقه على الصورة، وصدمتها. والأسلوب style المستخدم لتخليق تلك الصدمة.
لا تكتفي فارجيت بخلق الصدمة بصورتها الخاصة، إنما تستعير ثيمات بصرية شهيرة نالت خلودها في أعين مشاهديها، ثيمات من كوبريك في 2001: A Space Odyssey وجون كاربنتر في The Thing، ودي بالما في carrie. وتدمجها ببراعة في فيلمها ليبدو الفيلم ثرياً بصرياً لكنه ثراء جماليته مقلوبة رأساً على عقب، فالكمال والجمال والسيمترية بالكادرات ستكون مسرحاً لوحش مهجن قبيح الخلقة لا فتاة جميلة.
نال the substance ثلاث عشرة دقيقة من التصفيق المتواصل في كان، ليخرج من المهرجان بجائزة أفضل سيناريو، مع شعبية متزايدة في دول العالم خلال عرضه، نجح الفيلم بامتياز على المستوى البصري، مع اختيار مثالي لأبطاله في أحد أفضل أدوار ديمي مور منذ عقود، ودور مميز لمسيرة مارجريت كوالي الصاعدة. لكن يبقى جوهر الحكاية مثيراً للجدل، فيبدو أن صنع الفيلم برمته انعكاساً لحكايته، مظهرية محكمة ومروعة لتخفي جوهراً أقل تعقيداً وطزاجة، جوهراً قديماً قدم حكايات فاوست وصورة دوريان جراي.
بعد نجاح فيلم smile عام 2022، والذي صنع بميزانية قدرها 17 مليون دولار، ليحقق بوصوله لقاعات العرض أرباحاً قدرها 200 مليون دولار، أي 11 ضعف ميزانيته. يعود باركر فين بالجزء الثاني من فيلمه ليحقق متتالية الأرباح نفسها، ليبدو أننا أمام صانع محتمل لـ franchise أو سلسلة سينمائية جديدة يمكن أن تحيا لعقود بعشرات الأجزاء. وتحتل مكانتها في سينما الرعب.
يبدأ smile 2 من نهاية الجزء الأول، ما زلنا نواجه وحشاً خوارقياً يستحوذ على ضحاياه ويجبرهم بعد أيام على قتل أنفسهم بينما ترتسم ابتسامة على وجوههم، لتمرر اللعنة إلى الشخص الذي شاهد مصرعهم.
يمثل وحش الحكاية في جزأيها مجازاً عن الصدمات النفسية والتروما المقموعة بداخلنا، والتي يستعيدها الكيان الخوارقي بقسوة لتطفو على السطح، ليبدو موت الضحايا بابتسامة على وجوههم سخرية قدرية من كل ما قمعوه بداخلهم وجعلهم وجبة مغرية لوحش يتغذى على الماضي.
ولكن المثير في الجزء الثاني أن ضحية الوحش السيكولوجي تلك المرة هي نجمة غنائية وتلفزيونية تدعى سكاي رايلي.
تحاول سكاي مثل كل ضحايا smiler إيجاد حيلة للفكاك من اللعنة، لكن كل محاولاتها الفردية تثقلها هالة نجوميتها الجمعية، فهي تحمل ثقل توقعات المجتمع برمته فوق عاتقها، لا خلاصها الفردي وحسب.
في أحد المشاهد يتكالب المعجبون لالتقاط صورة مع سكاي، ولا يكاد يميز المشاهد بين ابتسامتهم الكاذبة والابتسامة التي يضعها الوحش على وجوه الضحايا، في إشارة مكررة وذكية لأن الفخ السينمائي برمته هو تمظهر خارجي لما نقوم به بأنفسنا عبر قمع دواخلنا بأيدينا مثل أبطال الجزء الأول أو بالاستعانة بنماذج ثقافية طاردة للهشاشة ومعززة للترفيه القسري وهو ما تمثله بطلة الجزء الثاني.
ينجح باركر فين في جزئه الثاني في الهروب من فخ استغلال النجاح، والذي تسقط فيه كل سلاسل الرعب بتقديم تنويعات أقل بريقاً من الجزء الأول؛ لأنه يعتمد على توسيع المفهوم الذي يقوم عليه عالم smile لجعله أداة نقدية متعددة المهام تنتقل من الخاص أو النقد السيكولوجي للثمن الواجب دفعه عندما نقمع ذواتنا للعام أو الإدانة لثقافة عامة تعزز الإيجابية ولو كانت سامة على حساب المكاشفة، وهو ما يندر تحقيقه عبر حبكة رعب بسيطة في مجملها.
يدور فيلم heretic من كتابة وإخراج Bryan Woods وScott Beck حول فتاتين من طائفة المورمون تذهبان في مهمة تبشير لرجل في منتصف العمر يدعى السيد ريد بناءً على طلبه، بعدما أبدى اهتماماً بكنيسة يسوع لقديسي الأيام الأخيرة. ولكن يتحول اللقاء الودي بالتدريج إلى اختبار مروع حول أسئلة الإيمان والتصديق. ولأي مدى يمكن أن تدفعنا الظروف لوضع إيماننا الموروث والآمن موضع اختبار؟
يمتلك heretic نقاط قوة كثيرة نسبة لفيلم رعب يرمي كل رهاناته الرابحة على مناظرة أنطولوجية وفلسفية تبدو ثقيلة ومملة حول وجود الإله، مناظرة لا يمتلك فيها الأبطال القدرات الابستمولوجية الكافية للإجابة.
تتبدى أولى نقاط القوة في السينماتوغرافي التي قادها Chung-hoon Chung والذي قدم أفلاماً مثل old boy ونجحت الكاميرا تحت قيادته في تحويل منزل السيد ريد إلى مجاز وجودي عن لغز الحياة نفسها، واجهة مريحة وآمنة تخفي ردهاتها المرحبة متاهات مظلمة وأبواباً تخفي خيارات تبدو طوعية لكن قهرها مخفي، كل طريق للهروب فيها يؤدي لنقطة البداية. نجحت السينماتوغرافي في تحويل المنزل إلى مجاز بصري عن فخاخ المناظرة الوجودية وتيه الأبطال في حججهم العقلية.
وكذلك أهم نقاط القوة هي أداء هيو غرانت، الذي يحتل مكانة مميزة في مخيلة عشاق السينما كأحد أبطال أفلام rom com وفارسها الوسيم المحبب، (يرسخ الفيلم ذلك الانطباع بإطارات مصورة لهيو غرانت في شبابه تزين المنزل)، ولكن يحطم غرانت هذا الانطباع ببراعة مع تحول السيد ريد الدرامي من رجل مرحب لا يخيف، بابتسامته الدافئة وعويناته الحكيمة إلى قائد اختبار سيكوباتي، تحركه نزعة تأله god complex.
يسقط heretic في فخ المتاهة التي صنعها لنفسه، عندما يترهل الإيقاع قرب النهاية ويصير الأبطال وصناع العمل أسرى متاهة السيناريو، لا يجيدون الخروج منها محتفظين بقدر الجمالية الفنية التي دخلوا بها، لكن يظل heretic أحد الأفلام الواعدة في رهاناته، والتي وفيت بجدارة على مستوى التمثيل والصورة.
يدور فيلم I Saw the TV Glow للمخرجة Jane Schoenbrun حول المراهقين أوين ومادي اللذان يطوران صداقة قوامها التعلق بعرض تلفزيوني يدعى The Pink Opaque وهو عرض هزلي يشبه العروض التلفزيونية للمراهقين في التسعينيات مثل Buffy the Vampire Slayer، ولكنه يمثل ملاذاً افتراضياً للمراهقين من حياة أكثر صعوبة تفرض أسئلة أكثر تعقيداً حول الكينونة والهوية.
لا يهم كثيراً أن نعرف تفاصيل عن طبيعة The Pink Opaque الذي يعمل فقط باعتباره لوحة فارغة يعكس عليها الأبطال أسئلة ومخاوف يعجز المراهق عن صياغتها علانية.
يتأثر I Saw the TV Glow بالتلفاز وتوظيفاته كثيمة مرعبة، في الأفلام التي ذكرناها في بداية المقال، مثل الخطوط التي تبهت تدريجياً بين الواقع والخيال، والإضاءة المثقلة التي تعتمد على الوهج التلفزيوني، فلا ندرك هل يحيا الأبطال في الواقع أو في رؤاهما الخيالية عما يشاهدانه، نشاهد إحالات بصرية مباشرة لتلك الأفلام مثل البطل الذي يدخل برأسه في التلفاز ويعلق بداخله، فلا يجاوز واقعه لخياله ولا يعود لواقعه إلا برأس محترق.
ولكن رغم ذلك، لا يظهر التلفاز باعتباره أداة استلابية إنما أداة استعادية، على جناح مجازاته وشخوصه وعوالمه الخيالية، يقوم المراهقون بتشفير مخاوفهم الحقيقية وتحويلها إلى استعارات غير مباشرة من ذكريات العالم الخيالي الذي شاهدوه في طفولتهم.
لذلك تبدو الاستعادة لتلك المخاوف بعد البلوغ مروعة، يعمل التلفاز وذكرياته مثل صندوق باندورا، في مرحلة بعينها حفظ المخاوف وفي مرحلة بعينها يفتح الصندوق ويبتلع أصحابه الذين لم يستعدوا لتلك المكاشفة.
تقدم Jane Schoenbrun استعادة ذكية وجمالية لثيمة التلفاز كعنصر للرعب، تستعير في مظهريتها وأدواتها البصرية الكثير من الأفلام السابقة لكنها تقدم جوهراً مختلفاً تماماً، يبدو معه التلفاز عنصراً نوستالجياً، لا يستعيد ماضينا، بقدر ما يستعيد المخاوف التي قمعناها في هذا الماضي وأخفيناها بعناية بداخل أفلامنا ومسلسلاتنا المفضلة.
يدور فيلم Alien: Romulus حول الفتاة راين، العالقة في وظيفة مأساوية بالتعدين في مناجم كوكب استعماري، يتعين عليها وعلى شباب آخرين العمل لسنوات بالمناجم قبل أن يتوفر لها الإذن أخيراً بالسفر لكوكب أكثر رحمة، ولكنها بعد استيفاء مدتها، تكتشف أن عليها البقاء لسنوات إضافية من العمل الذي يشبه السخرة.
عندئذٍ تقدم الحبكة الخلاص في صورة خطة تمردية للاستحواذ على سفينة فضائية مهجورة في مدارها واستعمال حجراتها المبردة للقيام برحلتهم التحررية نحو خلاصهم، ولكن لا تعدو السفينة أن تكون محطة مرعبة مسكونة بالوحش المعتاد the alien.
يموضع الفيلم نفسه ببراعة في عام 2142 بين زمني أفلام Alien” وAliens، ولكنه في مهمة صعبة لإثبات حضوره، بعد ثمانية أفلام في العوالم نفسها، شهدت السلسلة خلالها عثرات كثيرة منذ الظهور الأيقوني والأول لها في فيلم عام 1979 على يد ريدلي سكوت. وحتى وصولها لأدنى مستوياتها في أفلام PROMETHUS وALIEN: COVENANT
نجح المخرج Fede Álvarez الذي اشتهر بفيلم don't breathe بالتعاون مع مدير التصوير Galo Olivares في الحفاظ على بصمة بصرية تذكرنا بأفلام السلسلة الأولى، ومنها كذلك يستعير أسلوبيته وعناصر رعبه، وخاصة في الاعتماد على المؤثرات العملية أكثر من المؤثرات الرقمية التي تسمح بها الحقبة الحالية، ولكنه يقدم للسلسلة كذلك دماءً جديدة في بطولة شابة وجماعية.
يمثل ALIEN: ROMULUS انتعاشة لسلسلة بهت بريقها كثيراً، وربما ما يعطل الفيلم عن كثير من ممكناته هو عبء تحمله لتلك الاستعادة، بمغازلة نوستالجيا المشاهدين عبر استعادة اقتباسات حرفية من الأفلام السابقة وكادرات بصرية، وإحالات واضحة؛ ليؤكد في كل لحظة أنه استعادة لجماليات السلسلة السابقة. أكثر من كونه دماءً جديدة وخطوة للأمام نحو أصالة منفردة.
يدور فيلم Longlegs حول عميلة الإف بي آي لي هاركر التي تتلقى ملف قضية مخيفة تضم قاتلاً متسلسلاً، ضحاياه هم عائلات مسالمة في ولاية أوريغون، عائلات علاقاتها ودية مع الجيران، وحضورها منتظم بالكنيسة، لكن في لحظة بعينها، يفقد رب الأسرة عقله ويقوم بقتل أسرته بأكملها، لكننا ندرك وجود قاتل خارجي وإرادة مسيرة لتلك الجرائم عبر رسائل يتركها القاتل longlegs، والتي يعلن بها عن مسئوليته.
سبق نزول Longlegs دور العرض، حملة دعائية ضخمة قادتها شركة neon التي قدمت سابقاً أعمالاً مستقلة ناجحة وأوسكارية، مثل Parasite وAnatomy of a Fall. لذلك بدا وعدها جاداً عندما أكدت لجمهورها أنه على موعد مع فيلم هو مزيج من صمت الحملان وزودياك.
رغم نجاح الفيلم في شباك التذاكر بافتتاحية جاوزت 22.6 مليون دولار، وهو ضعف ميزانية الفيلم، فإنه أخفق جمالياً في تحقيق وعوده.
مثل اسم الفيلم، يتعثر longlegs بساقين طويلتين، في جونرة التشويق التي تعتمد على أفلام المحقق والقاتل المتسلسل، والتي تستند جمالياتها للمطاردة البوليسية وفي جونرة الرعب التي تستند في جمالياتها للخوارقيات التي تعجز معها السلطات بأدواتها العادية.
يدرك الفيلم مأزقه، فتصف السلطات البطلة لي هاركر بأنها نصف محققة ونصف وسيطة روحانية، وهو ما يجعلها مناسبة لمطاردة السفاح، ولكن لا ينجح الفيلم في أن يكون مثلها، نصف يدور حول التحقيق ونصف يدور حول الخوارقيات، إنما يتعثر في سيقانه ويخفق في الانتماء لأي من الجونرتين.
لا ينتهي الفيلم لخسارة كاملة، فعوار القصة ومساراتها ومنابرها المتعددة التي تحاول الظهور عبرها لا تخفى، لكن جمالية الإخراج في أشد لحظات الفيلم توتراً تشي بمخرج رعب واعد هو Osgood Perkins، والذي ربما يجد بصمته الأكثر ثقة في أعمال مقبلة.
أعاد نيكولاس كيدج تدوير قراراته الخاطئة في الأعوام الأخيرة ليخاطر بتقديم دور صغير لا يجاوز في مساحته ربع الفيلم (نفس مساحة دور أنثوني هوبكنز في صمت الحملان)، لكنه ربما البصمة الأكثر نضجاً وبروزاً في الفيلم بأكمله، والوعد الأكثر صدقاً في كل وعود التسويق.
قام كيدج بصنع كينونة longlegs بعناية، يقول إن جوهر شخصية Longlegs هي إنسان يحاول أن يبدو جميلاً في عين الشيطان، لكنه كلما حاول التزين، ازداد وجهه قبحاً. يؤكد كيدج أن حيرة الجمهور في طبيعة Longlegs المخنثة بين الذكورة والأنوثة منبعها هي استعارته تقلبات البطل المزاجية من أمه Joy Vogelsang التي عانت من الشيزوفرينيا، ورأى الابن تقلباتها المزاجية وتدهورها الكامل، لتبدو مثل سيدة تعرضت لاستحواذ شيطاني. وهو ما جعله يقدم أداءً أصيلاً رغم غرابته.
يدور فيلم Speak No Evil حول أسرة أمريكية تلتقي بأخرى بريطانية خلال عطلة في إيطاليا، لتنشأ بينهما صداقة وتقارب قوامها الهروب من الرتابة والملل الذي يميز بقية الأسر الأخرى.
تقترب الحبكة من أبطالها لندرك أن الأسرة الأمريكية تحيا في لندن، يواجه رب الأسرة بن مصاعب مادية وعاطفية نتيجة استغناء شركته عنه وإصراره على البقاء في لندن، بينما تعاني طفلته من اضطراب أقرب للقلق يجعلها متعلقة بدميتها بشكل مرضي لا يناسب سنوات عمرها الاثنتى عشرة.
يجد بن وزوجته لويزا خلاصهما من ضغوطهما بالاستجابة لدعوة الأسرة البريطانية، لقضاء بعض الوقت في الريف. ولكن مع الوقت تتحول العطلة إلى نفور لاختلاف طباع الأسرتين، وخاصة طريقة البريطاني بادي وزوجته في التعامل مع طفلهما ant، لندرك أن الأسرة البريطانية تخفي خلف غرابتها سراً مروعاً.
يمثل Speak No Evil إعادة إنتاج أمريكية أو remake لفيلم دنماركي يحمل الاسم نفسه، ولكنها إعادة تحمل الكثير من الاختلافات، يصعب أن نحدد أي النسختين أجمل من الأخرى لأن الأمر لا يعود للضعف الفني، إنما لاختلاف الرؤية الفنية بالكلية.
في الفيلم الدنماركي يجعل المخرج Christian Tafdrup الصراع بين أسرة دنماركية وأخرى هولندية، ليؤكد أن الأمر برمته هو استكشاف للثقافة الاسكندنافية التي تقدم التهذيب وقمع المشاعر على المكاشفة والعفوية، لذلك يخلق حضور أسرتين مختلفتين ثقافياً غرابة في مقارنة قواعدهما في العيش والتربية.
بينما في الفيلم الأمريكي يجعل المخرج البريطاني James Watkins الصراع بين أسرة أمريكية وأخرى بريطانية، ويجعله صراعاً أكثر طبقية في اختلافه من كونه صراعاً ثقافياً، بل إنه يحطم القالب المعتاد ويجعل البريطانيين أكثر عفوية وجموحاً من الأمريكيين.
يستعير الفيلم الأمريكي من نظيره الدنماركي حس السخرية وتفحص القواعد الاجتماعية المختلفة، ولكنه يمتلك روحه الخاصة، ورؤيته لأبطاله وهو ما يتضح كلياً في النهاية.
بينما نحن نواجه حكاية واحدة باختلافات طفيفة في ثلثي الفيلمين، يقدم الثلث الأخير في كل فيلم نهاية مختلفة، واحدة مفرطة في سوداويتها الصادمة وأخرى تحمل أملاً، وكل نهاية تناسب عالم صانعها. وهو ما يجعل Speak No Evil باختلاف انجذابك لأي من الحكايتين، تعريفاً مثالياً لما تعنيه فكرة الاقتباس وإعادة الخلق.
يدور فيلم Late Night with the Devil حول استعادة لشريط مفقود عن حلقة في نهاية السبعينيات، لبرنامج التوك شو الذي قدمه وقتها جاك ديلروي بعنوان Night Owls، في توقيت كان برنامجه على شفا الإلغاء لانخفاض نسب المشاهدة، خاصة مع مرور مقدم البرنامج بوقت عصيب بعد وفاة زوجته بالسرطان.
يحوي الشريط حلقة بعينها تخص ليلة الهالوين عندما وضع ديلروي كل رهاناته على فقرات مروعة لاستعادة المشاهدة. في ليلة لم ينسَها هو أو المتلقون. ليلة تضم وسيطاً روحانياً ومتشككاً وطبيبة نفسية وفتاة تتعرض لاستحواذ شيطاني.
نشاهد عبر Late Night with the Devil استعادة لأفلام مثل أيقونة السبعينيات The Exorcist، ولكن خارج سياقها السينمائي، إنما كفقرة في برنامج ترفيهي.
يسهل استدعاء الرعب عندما يضم البرنامج عناصر مثل الاستحواذ الشيطاني والمتشكك والمؤمن بالخوارقيات، ولكن حضور تلك العناصر تحت أضواء الاستوديو يجعل عنصر الاستفزاز الأساسي لاستثارتها هو الجمهور نفسه ومتطلباته.
لا يقدم الفيلم أي جديد على مستوى الإرعاب من الأفلام الأيقونية التي استلهمها واستعادها، لكنه يقدم الجمهور الذي يجلس ويتفاعل في الاستوديو، ليصير عنصراً مداناً بقسوة في الحدث، والسبب الأساسي لانفجار اللعنات؛ لأنه العنصر الأساسي في دفع مقدم البرنامج ديلروي لكل فقرات برنامجه وطاقمه نحو الحافة لتسليتهم. فينفجر المحتوى بعدوانية دموية - مجازياً وحرفياً - أمام أعين المشاهدين المتعطشة له.
تسبب تلك الرسالة المقصودة الإرباك في بناء الفيلم، الذي يفترض أنه مادة فيلمية تم العثور عليها بصعوبة وتعود لعقود مضت، ولكن الفيلم تدور أحداثه باعتباره واقعاً يستعاد بأكثر من كاميرا وأكثر من زاوية. وبصبغة وثائقية نراها بالأبيض والأسود. استعادة تفصيلية يصعب معها أن نتخيل أننا أمام شريط ملغز من الماضي، نحتاج لإعادة تركيبه.
يفقد الفيلم الكثير من إيقاعه وزخمه الذي أرساه بمقدمة مباشرة تموضع زمنه وسياقه وطبيعته والأهم نهايته!
ولكن يعوض ذلك الارتباك الأداء التمثيلي من البطل David Dastmalchian، والذي اشتهر بأدواره المساعدة في أفلام مثل dark knight وdune، وكذلك الممثلة الأسترالية ingrid torelli.
يمثل Late Night with the Devil رغم نقاط ضعفه استعادة نوستالجية لحقبة بعينها على مستوى جونرة الرعب والمحتوى التلفزيوني والترفيهي، كما تستدعى لعنة قديمة لإدانة لحظة عصرية.
يدور فيلم Oddity من كتابة وإخراج الأيرلندي Damian McCarthy حول الوسيطة الروحانية دارسي التي تحاول فك غموض مصرع أختها في منزل معزول على يد أحد مرضى زوجها الذي يعمل طبيباً نفسياً.
نال الفيلم قبولاً نقدياً وإعجاباً من مخرجين مثل مايك فلانجان الذي وصفه بأنه انتقام خوارقي. وهو تعبير مناسب عن الجمالية التي يحملها oddity باعتباره مزيجاً معداً بعناية من اللغز البوليسي والرعب الخوارقي والصراع العائلي. وهو المزيج الذي يشبه في كثير من جوانبه عوالم فلانجان في مسلسلاته مثل The Haunting of Hill House.
يطرح oddity بجانب حبكته البوليسية وأجوائه الخوارقية أسئلة أكثر تعقيداً حول سلطة الطبيب النفسي وقدرته على تحديد العقلانية أو الجنون، وما يستتبعها من تحديد مصير الأفراد الواقعين تحت تلك السلطة إلى الأبد، ما يجعل سلطة العلم أحياناً أداة لإطلاق أحكام أبدية على أبطالها، تنال أحياناً موثوقية أكبر من الأحكام القانونية؛ لأن سندها العلم الصارم. ولذلك لا يظهر الخوارقي أو الماورائي في oddity إلا كأداة استثنائية لتحقيق العدالة والانتقام بعدما عجزت الأدوات الأخرى.
يعتمد الفيلم في نجاحه جوار وقوفه بأقدام صلبة في أكثر من جونرة على الأداء التمثيلي لأبطاله، وفي مقدمتهم الممثلة الأيرلندية Carolyn Bracken، وأخيراً على قدرة المخرج داميان ماكارثي على الاحتفاظ بنوع من الدعابة الجافة التي تتخلل غموض وسوداوية الحكاية، ليقدم عبرها خاتمة جمالية. أكثر ذكاءً من انكشاف اللغز نفسه.
يمثل فيلم the first omen محاولة لاستعادة بريق أحد أشهر سلاسل الرعب، والتي بدأت بفيلم The Omen عام 1976، والذي يدور حول الطفل داميان الذي ولد للشيطان من أجل مهمة واحدة، وهي أن يكون المسيخ الدجال.
تعثرت سلسلة Omen كثيراً في محاولات إنعاشها وتجديدها منذ السبعينيات وصولاً لآخر محاولة بفيلم يحمل الاسم نفسه عام 2006، لذلك لم يتوقع الجمهور جديداً بالإعلان عن فيلم prequel يتتبع البدايات لتلك الحكاية.
يدور the first omen في عام 1971 حول الراهبة الأمريكية مارجريت التي تصل لدار أيتام في روما، خلال فترة غليان الشباب ضد سلطة الكنيسة الكاثوليكية التي تعاني التآكل. لتكتشف مارجريت مؤامرة مخيفة لاستدعاء المسيخ الدجال إلى العالم، مؤامرة يقودها فرع شاذ ومتطرف من قلب الكنيسة!
تدرك المخرجة Arkasha Stevenson صعوبة رهاناتها، فالجميع يعرف نهاية الحكاية من أجزائها المتقدمة، لكنها لا تراهن على النهاية بقدر ما تراهن على التشويق، فيبدو الفيلم في معظمه مغامرة بوليسية بلمسة شيطانية.
يستعير الفيلم عناصر من أفلام رعب السبعينيات (لأنه يدور بالحقبة نفسها) مثل التصوير بالاستوديو وعدم الاستخدام المفرط لـ Steadicam، ولكن بتعبير أركاشا، لا يمنع ذلك من استقبال الفيلم باعتباره فيلم رعب عصرياً.
يفي the first omen بوعوده، على مستوى الحبكة والصورة ويقدم إضافة أكثر قوة من معظم أفلام السلسلة، مما يمنحها قبلة حياة تحتاجها لنشاهد أجزاءً أخرى من the omen، خاصة مع تعثر الأفلام التي تنتمي للثيمة نفسها، وهي Religious horror مع تواضع مستوى سلاسل مثل the nun وconjuring في أجزائها الأخيرة.
يدور فيلم Your Monster من كتابة وإخراج Caroline Lindy حول المطربة والممثلة لورا فرانكو، والتي فاجأها تشخيص قاتل بالسرطان بينما تتحضر لأول ظهور لها على مسارح برودواي في مسرحية كتبت لها خصيصى من حبيبها المخرج جاكوب سوليفان، تخسر لورا دورها وبريقها، والأهم حبيبها الذي يتخلى عنها في خضم رحلة تعافيها الثقيلة.
تقضي لورا أيامها بغرفة نومها في مزيج من الشفقة على الذات واليأس، لكن يتغير كل شيء عندما تتعرف على وحش يسكن في خزانتها، لتتطور علاقتهما من الصدام للصداقة للحب.
يبدو فيلم Your Monster ذاتياً؛ لأنه يقدم قصة حقيقية للمخرجة كارولين التي هجرها حبيبها للسبب نفسه، لكنها تقرر أن تقدم حكايتها عبر إعادة تدوير نسوية لقصة الجميلة والوحش.
يبدو الوحش على قبح هيئته وبدائيته وطريقته الذكورية العنيفة في حل نزاعاته أقل رعباً وخطراً من المخرج المثقف جاكوب سوليفان الذي يتغذى على أحلام بطلات مسرحياته، ويجعلهن ظلالاً لنرجسيته. وضحايا لسلطته كمخرج العمل. وهو ما يجعله وحشاً حداثياً ومثالياً لعام 2024.
حمل Your Monster وعداً جمالياً بتقديم قصة خاصة جداً عبر عدسة حكاية شعبية، لا تنتهي بالنهاية المعتادة، لا تمنح الجميلة قبلتها للوحش ليصير إنساناً، إنما يمنحها الوحش بعضاً من عنفه لتتحكم في مصيرها، ولكن لا يسعف امتلاك القصة المناسبة والمجاز المناسب أحياناً لو كان التنفيذ أكثر تواضعاً.
رغم طزاجة الطرح والتنويع عن قصة نعرفها سابقاً، فإن your monster يخل بوعوده في تقديم عناصر الجذب المخيفة لو تم حصره في جونرة الرعب وعناصر الجذب المسرحية المسرحية لو تم حصره في جونرة الأفلام الموسيقية، ينشغل الفيلم بمرافعاته عن خلق تعاطف قوي مع شخصياته، فيظهرون جميعاً كرموز للأفكار لا أبطال لملحمة. وهو ما جعل الفيلم يفقد الكثير من بريقه في خضم رغبته في تمرير أطروحاته.
# فن # أفلام أجنبية # أفلام رعب # حصاد 2024 # قوائم سينمائية # سينما # السينما العالمية